في صباح اليوم الثاني، طلب عبد الحميد الإذن بالدخول إلى جناح جمال للاطمئنان عليه. دخل الغرفة ورأى جمال مستلقياً في سريره، بينما كانت إيزابيل أمام المرآة، تضع قناعاً مغذياً للبشرة على وجهها. اقترب من جمال وجلس بجوار سريره، وتحدث بالعربية:
عبد الحميد: "صباح الخير. كيف حالك اليوم؟"
جمال: "الحمد لله، لكنني أمس رأيت الموت يقترب مني، لولا سيدة ملاك جاءت وأنقذت حياتي. اسمع، يا عبد الحميد، لا أريد أن أرى أحلام مرة أخرى أمامي!"
عبد الحميد: "الحمد لله على سلامتك. اطمئن، لقد أخرجتها من حياتنا تماماً!"
جمال: "لكن أيضاً، لا أريدك أن تتركني تحت رعاية ابنتي أو والدتها. إذا شعرت بالضعف في يوم من الأيام، فلن أكون مطمئناً وأنا معهما!"
عبد الحميد: "لا سمح الله. عندما بحثت عنك بالأمس، رأيت بعيني كيف أن ابنتك تتجاهل حياتك. لذا، لا يمكنني أن أتركك معهما بعد ما رأيت!"
جمال: "نعم، لكن قُل لي، هل عرفت من هي السيدة التي أنقذت حياتي؟ هل هي من قريبات عروس ابن خالك؟"
عبد الحميد: "نعم، أعرفها، هي ممرضة جاءت مع خالتي!"
جمال - بخوف: "هل خالتك مريضة إلى هذا الحد حتى تحتاج إلى ممرضة؟"
عبد الحميد: "أنا أيضاً أريد أن أعرف ما الذي يؤلمها حتى تحتاج إلى ممرضة؟"
جمال: "اذهب وسلها عن حالها!"
عبد الحميد: "سأفعل، لكن ليس الآن. أنا مطمئن لوجود ممرضة تجلس معها، يعني إذا حدث لها شيء، لا سمح الله!"
جمال: "هذه الممرضة ممتازة، ساعدتني بكل حنان، وكأنني فرد من أسرتها، واهتمت بكل شيء دون أن أقول لها ماذا تفعل!"
تذكر عبد الحميد توليب وهي تحتضن ذراع فادي، فنطق بكلمات تعكس ضيقه.
عبد الحميد: "نعم، لقد رأيت حنانها بنفسي!"
جمال: "قل لها تأتي لي كل يوم لتعطيني الحقن والأدوية!"
عبد الحميد: "للأسف، لا أستطيع أن أخبرها أن تأتي!"
جمال: "لماذا؟"
عبد الحميد: "طلبت مني أن أجد ممرضاً متمرساً في عمله. يبدو أنها غير راضية عن عملها كثيراً!"
جمال: "لا! لا أريد ممرضاً غيرها. لقد عانيت من الممرضين جميعاً. بالأمس شعرت أنها تفهم كل شيء دون سؤال، كأنها عاشت حالتي من قبل. ربما تشعر أن مسؤوليتي كبيرة عليها لأنها تخشى أن أموت بين يديها!"
عبد الحميد: "لا سمح الله يا عمي. الله يشفيك!"
جمال: "آمين يا رب!"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Любовные романыفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...