حاول عبد الحميد ألا يُطيل النظر عن تلك التي أثرت فيه. خفض نظراته سريعاً كي لا يلفت الانتباه.
جمال - بصوت متعب: "أين أكرم؟ أريده أن يأخذني لأتنفس بعض الهواء وأبتعد عن هذه الضجة!"
نهضت نرجس على الفور وأمسكت بكرسي والدها، وكأنها تريد أن يرى الجميع مدى اهتمامها به.
نرجس - بابتسامة زائفة: "سأخرجك أنا يا بابا!"
جمال - بتنهيدة خفيفة: "شكراً."
اقترب عبد الحميد منهما، بلهجة مفعمة بالاحترام:
عبدالحميد: "هل تود أن أخرجك أنا يا عمي؟"
جمال - بابتسامة باهتة: "لا، شكراً لك يا بني. ابقَ مع ضيوفك، سأتمشى قليلاً ثم أخلد للنوم."
عبد الحميد - بصدق: "تحت أمرك يا عمي."
خرجت نرجس مع والدها إلى الحديقة الخلفية، بينما عاد عبد الحميد إلى طاولة العروسين ليتحدث معهما.
في تلك اللحظة، شعرت توليب بثقل قرارها الزواج من عبد الحميد. فكرت أن هذا الزواج كان خطأً، وأنها وضعت نفسها في مكان لا يناسبها. شعرت بالضياع وقررت أن تخرج لتستعيد سيطرتها على مشاعرها قبل أن تنفجر.
توليب - بصوت مهتز قليلاً: "حنان، سأخرج لأتمشى قليلاً."
حنان - بلطف: "انتظري خمس دقائق وسأخرج معك."
توليب - بحزم: "لا، لا داعي. سأتمشى في الحديقة وأعود."
حنان - بابتسامة: "كما تشائين."
ابتعدت توليب وهي تحاول أن تجد في كلماتها الداخلية ما يعيد لها الثقة بنفسها، قبل أن تنهار.
عاد عبد الحميد إلى طاولة حنان وتفاجأ باختفاء ممرضة خالته، لكنه جلس بهدوء.
عبد الحميد - بابتسامة مرحة: "هل أنتِ سعيدة بحفل العشاء يا خالتي؟"
زهراء - بنبرة حازمة: "كنت سأكون أكثر سعادة لو تناولت عشائي في فرحك الثاني!"
عبد الحميد - ضاحكًا: "لو كانت العروس موجودة، كنت سأقيم فرحي الآن!"
زهراء - بابتسامة خفية: "جرب دعك الخاتم في إصبعك، ربما تظهر العروس فجأة وتجلس بجانبك!"
شعرت حنان بالقلق من حديث خالتها وغمزت لها لتتوقف عن التلميح.
حنان - بارتباك: "ماذا تقولين يا خالتي؟ اتركيه الآن، هو مشغول بالحفل!"
عبد الحميد - ضاحكًا: "للأسف يا خالتي، خاتمي لا يظهر منه سوى العفاريت الرجالية!"
زهراء : "سأشتري لك خاتمًا يظهر لك الجنيات النسائية!"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...