اتصل عادل وهو يلهث من السرعة بـ إيزابيل:
'إيزابيل': مرحباً!!
'عادل': لقد تخلصت من الفتاة دون أن يلاحظني أحد، والآن سأختبئ لبضعة أيام، ولا تنسوا أن ترسلوا لي أموالي مع 'شاكر'!!
فهمت إيزابيل من كل ما قاله أنه قد تخلص من 'توليب'.
'إيزابيل': جيد!!
أغلقت 'إيزابيل' الهاتف، وبسبب سعادتها بنجاح خطة ابنتها، قررت التخلص من 'جمال' أيضاً. التفتت إليه ورأته خافض الرأس بانكسار. أخذت 'إيزابيل' وسادة من الأريكة وقلبتها بين يديها تتحس متانتها.
'إيزابيل': 'جمال'؟ هل تعرف أين ستكون غداً في هذا الوقت؟!!
'جمال': أكون في أي مكان، الأهم ألا أرى وجهك أنت وابنتك!
انفجرت إيزابيل بالضحك بسخرية.
إيزابيل: غداً ستكون تحت الأرض بينما نحن فوقها نتمتع بحياتنا بدونك!!
'جمال': حقاً، أود أن أعرف ما هي القلوب القاسية التي تتعاملان بها؟ لماذا تكرهانني وأنا قضيت حياتي كلها فقط لأرضيكما، ولم أفكر أبداً أنني قد أموت بسببكما!!
'إيزابيل': تموت بسببنا؟ لماذا لا تقول تموت بأيدينا الناعمة، هاهاهاها!!
التفت 'جمال' إلى 'إيزابيل' فرأى الوسادة بين يديها وفهم ما تنوي.
'جمال': هل لا تستطيعان الانتظار حتى يكتمل عمري الذي كتبه ربي لي؟!
'إيزابيل': وبالوسادة أيضاً، كل شيء مكتوب!!
'جمال': هل ستخنقيني؟ هل تعتقدين أنك ستتمكنين من قتلي؟!!
'إيزابيل': دعنا نجرب؟ لقد جربت من قبل ونجحت!!
'جمال': ماذا تقصدين؟!!
'إيزابيل': هل تذكر والدك العزيز؟!!
'جمال': ..!!
'إيزابيل': آوه 'جمال'، لماذا تذكرني بشيء حدث قبل عشرين سنة؟ لكن الحقيقة أن والدك أضحكني كثيراً وهو يختنق تحت يدي. بحب عشيته وأكلته بيدي اللحم واستمررت في الأكل، وهو يشير لي أنه شبع، لكنني لم أتوقف، بل أكلته أكثر وأكثر، وكتمت أنفاسه بكفي حتى لم يعد قادراً على التنفس، وبدأ يحرك رأسه يميناً ويساراً، يريد الهرب من تحت يدي، لكن ابنتي نرجس، التي كانت في السادسة عشرة من عمرها، جاءت من خلفه واحتضنت رأسه بقوة بينما كنت أكتم أنفاسه حتى خرجت روحه بالعافية. لقد تعبت معه كثيراً، وأنت إذا سمحت، أرجوك، لا تجهدني، موت بسرعة!!
'جمال': يعني من عشرين سنة وأنا لا أنام أشعر بتأنيب الضمير لأنني تركته يأكل وحده؟ لقد قطعني إخوتي أنني قتلته بإهمالي؟ عشت عشرين سنة وأنا حزين على أبي، وحزين على نفسي، وخجل من إخوتي. الآن، أنا الذي أريد أن أختنقك بيدي!!
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...