في المساء، وقفت توليب أمام المرآة، تنظر إلى انعكاسها وهي ترتدي بدلة بيجية أنيقة، وقميصًا حريريًا أبيض، وحجاب شيفون ناصع. بدت متوترة، وزفرت بعمق، محاولة تهدئة نفسها. همست برجاء:
- "يا رب، اجعله يراني أجمل امرأة في الحفلة!"
دخلت زهراء إلى الغرفة وهي تنادي:
- "توليب، هيا استعدي. أريد أن أذهب لأُسلّم على أخي وابنه العريس!"
نظرت لها توليب من خلال المرآة بعينين مرتعشتين، ثم استدارت لتقول بتردد:
- "أنا جاهزة، ولكن..."
لاحظت زهراء توترها وسألت باستغراب:
- "ما بكِ؟"
تحركت توليب بقلق:
- "هل من الطبيعي أن أحضر الحفلة وأنا هنا فقط كممرضة؟"
ضحكت زهراء بخفة:
- "ممرضة لمن؟ لي أنا؟! هذا يعني أن وظيفتك أن تكوني بجانبي أينما ذهبت!"
استدارت توليب حول نفسها وسألت بخجل:
- "حسنًا، هل ملابسي مناسبة للحفلة؟"
نظرت إليها زهراء من رأسها إلى قدميها بتمعن، ثم علّقت:
- "أنها بدلة أنيقة وتليق بكِ جدًا!"
لم يكن هذا كافيًا لتوليب، فسألت بخجل أكثر:
- "هل أبدو جميلة؟"
اقتربت زهراء منها بابتسامة مشجعة، وملامح وجهها أظهرت إعجابًا صادقًا:
- "بسم الله، ما شاء الله، أنتِ تبدين رائعة ووجهك يشع نورًا!"
بسرعة، اندفعت توليب نحو علبة المكياج الخاصة بها بحماس، وقالت:
- "انظري إلى هذا المكياج! اشتريته من أشهر المحلات، لأنني لا أريد أن أرتكب أي خطأً حتى في مكياج وجهي!"
فتحت زهراء العلبة ونظرت إلى العلامة التجارية، وعلقت بإعجاب:
- "واو، هذه ماركة عالمية!"
أومأت توليب بفخر وقالت:
- "نعم، كلفني الكثير!"
ضحكت زهراء وهي تضيف:
- "مبروك، إن شاء الله يحقق لك النتيجة التي ترغبين فيها، ويأسركِ عبد الحميد الليلة!"
ضحكت توليب بحرارة وقالت بمزاح:
-"ليس الليلة، يمكنني أن أنتظر شهرًا!"
سألت زهراء بدهشة:
- "ولماذا الانتظار؟ دعيني أساعدك، وستجدين نفسك الليلة جالسة بجوار عروس عماد!"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...