في منتصف الليل، بعد انتهاء حفل الحناء، جلس عبد الحميد بمفرده في حديقة الفندق، يتفحص تسجيلات الكاميرات على هاتفه. اختار الكاميرات الموضوعة على ممر جناح نرجس وغرفة خالته، وسرّع التسجيل حتى رأى موظف الاستقبال شاكر يدخل جناح نرجس ثم يخرج سريعاً، تبعه خروج نرجس ووالدتها ودخولهما غرفة توليب. زمّ عبد الحميد شفتيه وقال:
عبد الحميد - بغضب مكتوم: "كنت متأكد أنهما اللتان كسرتا علبة مكياج أمل. حاولتا قتلي وفشلتا، فانتقما منها. أشعر بالقهر بسبب ما فعلتاه بمكياجها أكثر من محاولة قتلي!"
عقد عزمه على مواجهة شاكر، فتوجه إلى مكتب الاستقبال، ووقف أمامه بابتسامة ساخرة تخفي ما يغلي بداخله.
عبد الحميد - بهدوء وتصميم: "أخبرني يا شاكر، هل تشعر بالراحة في عملك معنا، أم أنك تشتاق لأهلك وتفكر في العودة إليهم؟"
تغير لون وجه شاكر، وبدأت علامات التوتر تظهر على وجهه.
شاكر - بتردد: "لماذا أفكر في العودة إليهم وأنا قد رأيتهم في إجازتي الأخيرة؟ هل هناك شيء؟"
عبد الحميد - بنبرة قاسية: "أنت تعلم جيدًا ما الأمر. هل نسيت أن لدينا كاميرات مراقبة، أم كنت واثقًا من أن أصدقاءك سيغطون عليك؟"
شاكر: "تقصد عندما ذهبت لجناح السيدة نرجس؟"
عبد الحميد: "بالضبط!"
شاكر: "ذهبت لأبلغها ووالدتها أن الحفلة بدأت. هذا ما حدث أقسم..."
عبد الحميد - بصرامة: "اسكت، لا تحلف. فبالإضافة إلى أنك خائن لعملك، ومستعد إيضاً أن تحلف بالله على كذبك!"
شاكر: "اذهب لهما واسألهما بنفسك؟!"
عبد الحميد: "نعم، أنا الآن أسألك؟ لماذا جلبت لهما مفتاح غرفة خالتي؟ بمعنى ماذا كانتا تريدان من غرفة خالتي والمرافقة التي معها؟!"
شاكر: "لا أعرف عما تتحدث؟ بعد أن أبلغتهما عن الحفلة، ذهبت بسرعة لأرى عملي!!"
عبد الحميد: "هل يعني أنهما كانتا تنتظران دعوة من سيادتك حتى تشرفاني على الحفلة؟ لا تلعب معي، قل لي السبب وسأسمح لك بتقديم استقالتك وترحل من هنا بهدوء من دون ضجة، وساعطيك كامل مستحقاتك من دون أن ينقص قرش واحد، لكن للأسف لن أستطيع اعطاك شهادة تقدير عن فترة عملك معنا!!"
'شاكر' - بعناد: "قلت لك لا أعرف شيئًا عن غرفة خالتك والتي معها!!"
'عبد الحميد': "الأفضل أن تشتري نفسك. 'نرجس' ووالدتها ستبيعانك في أول لحظة!"
'شاكر': "اسألهما، وأنا ما شأني بمشاكلكما!"
عبد الحميد: "للأسف، لقد أضعت الفرصة عليك. الآن، هل تفضل أن أقدم قرار فصلك أم أنك ستذهب وتقدم استقالتك بنفسك؟"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...