دخلت توليب غرفتها وهي تشعر بكسر في قلبها، تحاصرها مشاعر اليأس وفقدان الثقة بالنفس. انهارت على الأرض، وصاحت بأعلى صوت لتخرج الضغط الذي كَبَسَ داخلها:
توليب: "آااه، انتهى كل شيء! غدًا سأعود إلى بيتي! لا، لا أريد العودة إلى الوحدة مرة أخرى! كنت أحلم أن أعيش مع عبد الحميد! لا.. أنا غبية! ما زلت أريد عبد الحميد وهو لم يستطع الحفاظ على أسراري أمامهما! هو الذي منحهما الفرصة ليجرحاني ويهيناني! وهو يلعب مع العديد من النساء. أنا متعبة جدًا، لا أستطيع التحمل أكثر!! سأموت!!"
فتحت توليب حقيبتها وأخرجت هاتفها:
توليب: "أريد أحدًا يأتيني ليجلس معي!! سأتصل بـ حنان.. لا، لا حنان لو جاءت ستبكي بجانبي، الأفضل أن أتصل بـ زهراء، فهي قوية وستساعدني للخروج مما أنا فيه!!"
اتصلت توليب بـ زهراء، وما إن سمعت صوتها حتى انفجرت بالبكاء وتحدثت دون انقطاع:
توليب: "زهراء! نرجس ووالدتها أذلاني! وعبد الحميد كان يعرف حقيقتي!!"
زهراء: "أنا لا أسمع!!"
وضعت زهراء يدها على أذن واحدة لكي تستطيع سماعها:
زهراء: "قولي، ماذا حدث؟"
توليب: "قلت لك، عبد الحميد عرف حقيقتي من نرجس وإيزابيل!"
زهراء: "نساء ذكيات، لا أحد يستطيع الإيقاع بهما!"
"توليب": "عبد الحميد قال لـ نرجس ووالدتها عني، وعيراني وأذلاني أمام جناحه! تزوجته ليقهرهما، لكنه قهرني أنا، وقال لهما كيف يؤذيانني، ورفضني لأنه يشمئز مني من حين ذهبت معه إلى الجبل وتركته يحتضنني!"
"زهراء": "ماذا؟!"
"توليب": "أشعر بالخجل من أن أخبرك، لقد خدعني برحلة في سيارة النقل فقط ليتمكن من لمسي، وهو الآن يفكر كيف يعاقبكم. سأدعو الله أن ينتقم لي منه، هل هذا هو جزائي؟ أنا خائفة عليكم. أرجوكي، حذري 'حنان' و'فادي'، وتعالي لي فورًا، أريدك بجانبي!"
"زهراء": "اهدي، لا تخافي. ماذا يمكنه أن يفعل؟!"
"عبد الحميد": "سأفعل ما لم ترونه مني من قبل!!"أغلقت "زهراء" الهاتف بسرعة حتى لا تسمع "توليب" كلامه وتتأثر نفسيتها أكثر.
"زهراء": "عبد الحميد؟ ألم تكن فوق؟!"
"عبد الحميد": "والآن نزلت!"
"حنان": "ما الأمر؟!"
"زهراء": "لقد رفض 'عبد الحميد' 'توليب' وسينتقم منا لأننا ساعدناه في قهر 'نرجس'!"
"عبد الحميد": "أنتم من قهرتموني أنا!"
"زهراء": "بماذا؟!"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Roman d'amourفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...