دخلت توليب إلى غرفة جمال وهي تدفع كرسيه المتحرك بلطف، حتى اقتربت من السرير، ثم أدارت الكرسي بحيث يتمكن من النهوض بسهولة. حاول جمال أن ينهض، ولكنه شعر بثقل في جسده ودوار في رأسه، فأوشك على السقوط. في اللحظة المناسبة، أسرعت توليب بإمساك ذراعه، داعمة إياه بحزم ولطف، وقالت بصوت مليء بالعناية والحنان:
توليب: "دعني أساعدك!"
بفضل دعمها، تمكن جمال من الصعود إلى السرير والاستلقاء عليه. هرعت توليب إلى الثلاجة، وفتحتها لتجد زجاجة عصير طبيعي. سكبته في كوب وعادت بسرعة، متجهة نحوه بعينين مليئتين بالاهتمام:
توليب: "أول شيء، اشرب العصير ليرتفع مستوى السكر في دمك وتستعيد قوتك."
دعمت توليب رأس جمال بيدها، وأعطته العصير باليد الأخرى. شرب بهدوء، ثم ذهبت توليب بسرعة إلى الخزانة لتأخذ ملفه الطبي. فتحته وقرأت تفاصيل حالته. شعرت بمرارة في قلبها وهي تفكر في والدها الذي عانى من نفس المرض. قالت لنفسها بصوت خافت يملؤه الأسى والحزن:
- "نفس مرض والدي، رحمه الله... أوه، يجب أن أجهز له المحلول بسرعة قبل أن تسوء حالته!"
أحضرت المحلول الوريدي وأمبولات الفيتامينات بسرعة، وعادت لجمال. راقبها جمال بصمت وهي تعطيه الدواء. وبعد دقائق قليلة، بدأ يشعر بالراحة، وشيئًا فشيئًا غرق في نوم هادئ. جلست توليب بجانبه، وقد اطمأنت على حالته، لكن ذكريات والدها الراحل بدأت تتسلل إلى ذهنها، فتنهّدت بحزن:
توليب: "لو كان والدي أخبرني عن مرضه باكراً... ربما كان لي فرصة لإنقاذه. لكن هذا قضاء الله، لكل أجل كتاب."
في تلك اللحظة، دخل عبد الحميد بهدوء، فرأى عمه نائمًا على السرير وتوليب تجلس بجانبه. بادر بالسؤال، وقد تملكه بعض القلق:
- "كيف حال عمي الآن؟ هل يحتاج إلى طبيب؟"
توقفت توليب عن التفكير في والدها، وشعرت بنبضات قلبها تتسارع وهي تسمع صوته يقترب منها. رفعت رأسها نحوه، وارتبكت قليلًا قبل أن تجيب:
- "الحمد لله، حالته مستقرة الآن."
ابتسم عبد الحميد بخفة وقال بإعجاب واضح:
- "لست أدري ما الذي كان سيحدث لعمي لو لم تكوني هنا لمساعدته."
شعرت توليب بالتوتر وهي تحاول التخفيف من حدة مشاعرها، فردت عليه بهدوء:
- "لم أفعل سوى واجبي... ثم إنه بمثابة والدي، وأنا سعيدة لأن حالته تحسنت."
اقترب عبد الحميد بخطوات هادئة، لتشم توليب رائحة عطره فتزداد ارتباكًا. كانت تتمنى في أعماقها أن تقترب منه أكثر، لكنه أضاف مبتسمًا:
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romantizmفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...