الفصل الثامن عشر: الآثار الخفية "نصيب الورد"

1.3K 59 0
                                    

في هدوء الغرفة، وبعد نصف ساعة من الانشغال بعلاج جمال، أزالت توليب الأنبوب وأغلقت غطاء الكانيولا بإحكام.

توليب: "بالشفاء إن شاء الله!"

جمال: "الله يسلمك يا ابنتي. هيا بنا نذهب!"

توليب: "حسناً، ارتح قليلاً بعد المحلول، وبعدها سأساعدك على النهوض من سريرك!"

جمال: "لا، شكراً، دعيني أتحرك بمفردي!"

توليب بابتسامة: "لماذا؟"

جمال: "لأنني لا أريد أن أتعب امرأة جميلة معي!"

توليب: "ألم أساعدك أمس؟"

جمال: "نعم، لأنني كنت متعباً للغاية، أما اليوم فأنا بخير. فقط أعطني معطفي وساعديني في ارتدائه!"

أخذت توليب المعطف وساعدته في ارتدائه، وأخرجت لسانها من خلفه لتثير غيظ زهراء. ابتسمت زهراء لمزاحها وأحضرت الكرسي لـ جمال. فرح جمال بقرب زهراء وجلس على كرسيه.

نزل الجميع إلى الحديقة واختاروا الجلوس على طاولة تحت ظل شجرة كبيرة.

زهراء: "بسم الله ما شاء الله، الفندق الذي تمتلكه جميل جداً وحديقته مثل الجنة بأشجارها وورودها!"

جمال: "الفندق والحديقة والقرية السياحية من تصميم عبد الحميد!"

شعرت توليب بالفخر بإنجازات عبد الحميد وابتسمت بسعادة. لكن جمال لاحظ ابتسامتها وسألها.

جمال: "أمل؟"

توليب: "نعم؟"

جمال: "هل أنتي متزوجة؟"

توليب - بإرتباك: "لا!"

جمال: "هل أنتي مخطوبة أو مرتبطة بأحد؟"

توليب: "لا، لا!"

جمال - باستغراب: "هل يمكنني أن أسألك عن السبب؟"

توليب - مازحة: "لم يأتِ أحد لخطبتي!"

جمال: هاهاها، لابد أنهم "عميان". من يترك فتاة جميلة مثلك!

تألمت توليب من كلمة "عميان" والتزمت الصمت، فتدخلت زهراء سريعاً بعد أن رأت التغير في وجه توليب.

زهراء: "القسمة والنصيب. لا أحد يمكنه الاعتراض على حكمة الله!"

جمال: "نعم، معك حق، لا أحد يمكنه اختيار نصيبه. وأنتِ يا ابنتي، أشكري الله أنه لم يكن لكِ نصيباً خائباً مثل نصيب عبد الحميد في المرتين!"

توليب: "ماذا تقصد؟"

جمال: "مسكين عبد الحميد، أول مرة تزوج ابنتي، وهي بغرورها أفسدت حبه لها. والآن تزوج من امرأة لا يجرؤ أحد على النظر إليها!"

نصيب الورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن