الفصل الثالث والعشرون: ندم المتسرع

1.4K 57 5
                                    

شعر عبد الحميد وكأن مطارق صغيرة تضرب كل جزء من ظهره، لكنه تجاهل الألم وركض خلف توليب ليوقفها قبل أن تغادر. أمسك بذراعها ودفعها نحو الحائط.

عبد الحميد - بحدة: "ماذا تعنين بقولكِ أطلقك؟ قولي لي من تكونين؟!"

شعرت توليب بندمٍ عميق بسبب تسرعها في كشف حقيقتها. أخذت نفسًا بطيئًا محاولةً تهدئة أعصابها والتفكير في كلمات تنقذها من الموقف.

توليب - بتردد: "أنا أمل، من غيري أكون؟ فكرتُ لو كنت مكان زوجتكِ، بالتأكيد كنت سأطلب الطلاق لأنك رجل نساء... أنت نسوانجي!"

ارتفعت يد عبد الحميد ليصفعها بسبب إهانتها المتكررة له، لكنه توقف عندما رأى خوفها وهي تغمض عينيها وترفع كتفيها ويديها لتحمي وجهها. هدأ نفسه وأخفض يده.

عبدالحميد - ببرود: "جيد أن أمامك ساعات قليلة فقط قبل أن تذهبي من هنا. اغربي عن وجهي!"

غادرت توليب بسرعة، ودخلت غرفتها وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة لفقدان فرصة التقرب من عبد الحميد. ألقت بنفسها على السرير وبكت بحرقة. استيقظت زهراء على صوت بكائها، فاقتربت منها واحتضنتها، محاولةً التخفيف عنها.

زهراء: "كل شيء مكتوب يا توليب، لستِ السبب!"

ـــــــــ

وفي الوقت نفسه، كانت حنان جالسة بجوار زوجها فادي على السرير، تشعر بالحزن لرحيل توليب الوشيك.

حنان: "مسكينة توليب، لم تكن تقصد شيئًا سيئًا. هي فقط ترى فيك أخًا لها، وكل ما خططنا له لجمعها مع عبد الحميد ذهب هباءً.

فادي - بابتسامة: "لا تقلقي، توليب لن تسافر."

تفاجأت حنان وسألته بلهفة:

حنان: "لماذا؟ ماذا ستفعل؟"

أجابها فادي - بثقة: "سأذهب صباحًا لعبد الحميد وأخبره بشيء سيغير معاملته لها تمامًا."

أقتربت حنان من فادي وطبعت قبلة على خده، فأبتسم لها وسرعان ما نام.

ـــــــــ

وفي صباح اليوم التالي، استيقظت زهراء ورأت توليب جالسة على السرير، بدا واضحًا أنها لم تنم طوال الليل. تمتمت توليب لنفسها: "حتى بعدما عرفت حقيقته، لم أستطع أن أكرهه."

اقتربت منها زهراء وابتسمت بحنان.

زهراء: "توليب، لا تفقدي الأمل في رحمة الله."

هزت توليب رأسها بصمت وابتسمت تؤكد لها أنها بخير. بعد عشر دقائق اتصل موظف الاستقبال وأبلغ توليب بوصول السيارة لنقلها إلى المطار. حضنت زهراء توليب بحرارة وبكت لفراقها.

نصيب الورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن