الفصل الثالث: مهمة خاصة

2.3K 72 3
                                    

دخلت حنان منزلها بلهفة، واحتضنت شقيقها عبد الحميد بشدة، شعور السعادة يغمر قلبها بزيارته. وفي نفس اللحظة، وصلت حافلة مدرسة ابنتيها فرح وسارة. دخلتا المنزل وركضتا نحو خالهما، حيث عانقتاه بحماس، فهو معروف بحنانه وعطائه السخي لهما.

بعد دقائق، دخل فادي الصالة، مبتسماً، ونادى بصوت محبب.

فادي: "هيا، الغداء جاهز على المائدة. وأنتما يا بنات، تعالا وسأساعدكما في تغيير ملابسكما وغسل أيديكما!"

ذهب فادي مع ابنتيه، مما ترك عبد الحميد وحنان وحدهما.

عبد الحميد - بإعجاب: "ما شاء الله، لديك رجل حقيقي لا يقدر بثمن. لقد أحبه الجميع واحترمه لالتزامه وأخلاقه العالية."

حنان - بابتسامة: "الحمد لله، لم يزعجني يوماً بكلمة واحدة!"

عبد الحميد - بتنهيدة: "ما شاء الله، الله يبارك لكما. حسنًا، تعالي، أريد التحدث معك في موضوع مهم قبل أن تأتي البنات ويقاطعونا!"

حنان - باستغراب: "حسناً!"

دخلت حنان الصالون مع عبد الحميد وجلست بجانبه على أكبر أريكة.

حنان - بفضول: "تكلم يا أخي، ما هو الموضوع المهم؟"

صمت عبد الحميد لحظات، مترددًا في فتح الموضوع، لكنه اتخذ قراره عندما تذكر تصرفات زوجته.

عبد الحميد - ببطء: "حنان، أنا أريد أن أتزوج!"

قفزت حنان من مكانها بفرحة وحماس.

حنان - بفرحة: "تقصد أنك طلقتَ تلك المرأة؟ لا أستطيع أن أنطق وأقول إنها كانت زوجتك. لو تعلم كم كنت أنتظر هذه اللحظة! لا أصدق أنك انتهيت من تلك المجنونة التي جعلت حياتك كالجحيم. أريد الآن أن أخرج وأوزع حلوى طلاقك على كل من أقابله في الشارع. من سعادتي، أريد أن أزغرد!"

رفعت يدها فوق فمها استعداداً لإطلاق زغرودة طويلة ، لكن عبد الحميد أمسك بيدها سريعاً قبل أن يسمعها أحد ويسأل عن السبب.

عبد الحميد - بغضب: "توقفي! ماذا ستفعلين؟ وما الذي تقصدينه؟ أنا لم أطلق نرجس، ولا أريد الطلاق، لأنني لا أريد أن أحرم طفلي من أمهما، ولأحترام والدها أخذ بيدي واعتبرني مثل ابنه تماماً!"

حنان - بعصبية: "ومنذ متى كانت أماً لطفليك؟ لا تقلق، هما لن يشعرا بفرق في وجودها أو في غيابها!"

عبد الحميد - بحدة: "حنان!"

حنان - بقهر: "حسناً، دعنا نعود للموضوع. بما أنك لم تطلقها، فما الذي تريده مني الآن؟"

نصيب الورد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن