رفع عبد الحميد جذع جمال بمساعدة أكرم حتى أستند ظهره على السرير.
عبد الحميد: "عمي، هل هكذا مرتاح؟"
جمال: "نعم، لكن أين أحلام؟ بدأت أشعر بالألم وأحتاجها لتحضر لي حقنة المسكن!"
أكرم: "عندما نزلنا من السيارة رأيتها تتجه نحو مطعم الفندق، فظننت أنها جائعة وتركتها تذهب."
جمال - بغضب: "هل كل مرة سأرسل أحدًا ليبحث عنها؟ تعبت منها جدًا. مرة يجدوها مشغولة بهاتفها في الشرفة، ومرة تدردش مع نرجس في غرفتها، ومرة ومرة. لا أفهم لماذا اختارها الطبيب لرعايتي؟ أصبحت أنا الذي أعتني بها بدلًا من العكس. اسمع يا عبد الحميد، يجب أن تتحدث معها. إما أن تقوم بعملها بشكل صحيح أو تترك العمل، وابحث لي عن بديل."
عبد الحميد: "حسناً، لا تقلق. سأتحدث معها لتقوم بعملها كما يجب، وسأحذرها من أي تقصير."
اقترب عبد الحميد من أكرم.
عبد الحميد: "من فضلك يا أكرم، اذهب وابحث عنها، وإذا وجدتها في المطعم وأكملت طعامها، قل لها أن تأتي وتعطي عمي الحقنة."
أكرم: "حسناً، سأذهب الآن."
خرج أكرم من الغرفة وجلس عبد الحميد على حافة السرير وربت على ركبة جمال ليطمئنه.
عبد الحميد: "اطمئن يا عمي، إن شاء الله ستشفى وستنسى كل هذه الأيام الصعبة."
جمال: "إن شاء الله، ولكن لماذا تركت نرجس وإيزابيل يحقدان عليك ولا تقدران جهدك في أنك من بنيت القرية السياحية، والآن تعمل في الفندق الذي تسهر عليه ليل نهار؟"
عبد الحميد: "لم أفعل شيئًا. أنت الذي أعطيتني الفرصة لتحقيق أحلامي."
جمال: "أفهم ذلك، لكن أقصد..."
عبد الحميد - مقاطعًا: "عمي، لا فائدة من الحديث معهما. لم تقدرا ما فعلته لهما طوال حياتهما، فهل ستقدرانني الآن؟ هما لا تقدران سوى المال."
جمال: "معك حق يا بني، أشعر وكأنني أعيش وسط تماسيح جائعة، ينتظرون موتي ليأكلوني."
عبد الحميد: "ربنا يطيل في عمرك. فقط اهتم بصحتك، والباقي على الله."
جمال: "ونعم بالله، الله يحبني لأنه أرسلك لي."
عبد الحميد - مازحًا: "إذن ادع لي أن يخلصني من عروستي الجميلة، هاهاها!"
نظر جمال إلى عبد الحميد متسائلًا.
جمال: "لماذا تقول هذا؟ ألم تقل إنك تفكر دائماً في كل خطوة قبل أن تقوم بها؟"
عبد الحميد: "نعم، ولكن هذه المرة أشعر أنني تسرعت ودمرت حياتي بزواجي من صديقة أختي."
أنت تقرأ
نصيب الورد
Dragosteفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...