استيقظت توليب في الصباح، وأيقظت حنان وزهراء والأطفال استعداداً للذهاب في نزهة. طلبت زهراء من توليب مرافقتها إلى الغرفة المجاورة، حيث أرادت التحدث معها على انفراد. هناك، أخبرتها زهراء بكل ما حدث في الليلة الماضية. توقفت توليب مذهولة من وقع الخبر، وقامت بسرعة، إلا أن زهراء أمسكت بها.
توليب - بقلق: "اتركيني، يجب أن أذهب لأطمئن على "عبد الحميد"!"
زهراء - بحدة: "هل ستذلين نفسك له مرة أخرى؟!"
توليب - متوسلة: "أرجوكِ، اسمحي لي برؤيته ولو لمرة واحدة! أريد فقط أن أتأكد من أنه بخير، حتى لو أهانني!"
زهراء - بتصميم: "لن تريه إلا عندما يأتي إليكِ بنفسه ويعتذر!"
توليب - بغضب مكبوت: "لكن هذا ظلم! إنه مصاب، كيف تتوقعين منه أن يأتي بنفسه؟!"
زهراء - بهدوء: "لقد قلت ما لدي. لن تخرجي يعني لن تخرجي!"
شعرت توليب بالعجز، وجلست بحزن على السرير، تتأمل في قرار زهراء.
زهراء - بابتسامة: "سبحان الله! هل رأيتِ كيف أنقذك حبكِ لفعل الخير من الموت حرقًا؟"
توليب - بنبرة تأملية: "لا أستطيع تصديق ذلك. كنت على بعد دقائق من الموت من وقوفي أمام ورود التوليب، حقاً إنها معجزة. اسمحي لي أن أسجد شكراً لله."
سجدت توليب لله ودعت بصوت منخفض أن يشفي عبد الحميد.
زهراء - مترددة: "حسناً، سأذهب الآن إلى الفندق."
توليب - مستغربة: "لماذا؟ ألن تأتي معنا في النزهة؟"
زهراء - بلهجة مازحة: "لا، سأذهب لأطمئن على خطيبي ونعقد قراننا."
توليب - متفاجئة: "أنتِ تفرحين وأنا أذوب من الألم على فراق عبد الحميد."
زهراء - ضاحكة: "كلامك يشبه كلامه. يبدو أنه يجب أن أحذر منكما."
توليب - بشغف: "ماذا قال لكِ؟ لا تغادري حتى تخبريني!"
زهراء - بابتسامة خبيثة: "لن أخبركِ الآن، ابقي هنا واعتني بالأطفال. سأذهب وأعود ومعي أخبار جيدة لكِ."
توليب - مازحة: "اذهبي إذن، ولكن لا تنسي أن قلبي مع عبد الحميد منزعجان منك، وكوني حذرة من دعواتي."
زهراء - ضاحكة: "أعلم أن محبتك لي أكبر من أن تدعي علي."
توليب - بابتسامة: "أشكرك لحفاظك على كرامتي."
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...