في جنح الليل، عاد عبد الحميد من القاهرة برفقة أولاده، ودخل جناح عمه جمال. جرى الطفلان، آدم وآيريس، اللذان لم يتجاوزا السابعة من عمرهما، نحوه بفرحة غامرة كأنهما طائران.
جمال - بفرحة كبيرة: "تعالا لحضني، أشتقت إليكما!"
عانقهما بشدة، واحتضنهم إلى صدره الدافئ.
جمال: "اشتقت لكما يا أحبتي!"
آدم: "ونحن كذلك يا جدو، ولكن نحن مستاءان منك."
جمال- يتفاجأ: "من المستحيل أن أن اجعلكما مستاءين، قولا لي ما الذي أغضبكما؟"
آيريس: "أنك وأبي سافرتما في وقت واحد، وتركتمونا لوحدنا!"
آدم: "نعم، نحن دائماً معتادان أن نكون يا معك يا مع أبي!"
تقدم عبد الحميد من خلفهم واحتضنهم من أكتافهم، محاولاً تهدئة مشاعرهم.
عبد الحميد: "سامحونا، جدو كان مريضًا جداً، ولم نستطع أخذكما معنا، لكن من الليلة نوعدكما أننا لن نترككما مرة ثانية أبداً!"
آدم: "يعني الليلة سننام معك أو مع جدو؟"
عبد الحميد: "لقد أخبرت خالة حنان أن تأتي وتأخذكما لتقضيا الوقت معها، ماذا عن ذلك؟"
قفز الطفلان معاً من الفرح.
آدم وآيريس: "نعم، نريد الذهاب للعب مع فرح وسارة!"
عبد الحميد: "حسناً، ابقيا هنا بهدوء بجوار جدو، وسأنزل لأبحث عن خالة حنان، وأقول لها تأتي لتأخذكما للعب مع ابنتيها!"
آدم وآيريس: "هييييه!"
شعر عبد الحميد بالسعادة من فرحة ولديه، التف نحو جمال وابتسم.
عبد الحميد: "عمي، وقتي ضيق، فسامحني، سأترك ولدي عندك حتى تأتي حنان لتأخذهما!"
جمال: "اتركهما، فأنا لم أشبع منهما بعد!"
عبد الحميد: "أشكرك يا عمي، سأذهب الآن لأرى خالي وضيوفه وأطمئن أن كل شيء على ما يرام!"
لاحظ جمال علامات الإرهاق واضحة في وجه عبد الحميد.
جمال: "أنت نازل الآن؟! أرحم نفسك قليلاً، فقد كنت في سفر منذ الصباح. أقول لك، أول شيء يجب أن تفعله هو الذهاب إلى جناحك لتنام ساعة أو ساعتين على الأقل!"
عبد الحميد: "لا، لا يصح أن أترك خالي وحده مع الضيوف، سأذهب لأقعد معهم قليلاً وسأعود للنوم، فلا تقلق!"
جمال: "حسناً، يا ابني، الله يكون في عونك."
خرج عبد الحميد ونزل إلى صالة الاحتفال، وبدأ يسلم على ضيوفه ويجاملهم. بعد ربع ساعة، وصلت حنان مع زوجها وأولادهم. رآها عبد الحميد وجري نحوها.
أنت تقرأ
نصيب الورد
Любовные романыفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...