تراجع عبد الحميد بضع خطوات بهدوء، ثم أغلق الباب بقوة ليسمعا الصوت. ظنت توليب أنه أكرم.
توليب - بصوت منخفض: "حتى أكرم لا أريده أن يعرف يا سيد جمال."
جمال: "اطمئني، مصلحتنا واحدة؛ أن لا يعلم أحد!"
سمع عبد الحميد الحديث لأن صوت "جمال" كان مرتفعًا.
عبد الحميد (مستغربًا): لا يعرف ماذا؟!
تفاجأ الاثنان بدخول "عبد الحميد" المفاجئ.
عبد الحميد (بنبرة حازمة): ما هي المصلحة المشتركة بينكما؟
صمتت "توليب"؛ كانت غاضبة منه، فاتجهت لترتيب أدوية "جمال" المتناثرة في الخزانة. لاحظ "عبد الحميد" أنها تدير ظهرها إليه، فقرر إزعاجها أكثر وتحدث بالفرنسية، وهو يعلم أنها ستفهم كلامه لأنها درست الفرنسية مع شقيقته.
عبد الحميد (بالفرنسية): أتحدث إليك يا عمي، ألا ترد؟ أم أن الأمر سر بينكما؟
وكان "جمال" أيضًا على علم بأنها تفهم الفرنسية، بحكم معرفته بصداقة "توليب" مع شقيقته "حنان".
جمال: أني أعلمها اللغة الفرنسية مقابل خدمتها.
عبد الحميد (ساخرًا): وهل ستفهم؟
توليب (لنفسها): "أنا أفهم بالفعل الآن!"
اقترب "عبد الحميد" بخطوات ثابتة.
عبد الحميد: الأهم الآن، كيف هي صحتك؟
جمال: الحمد لله، بخير.
جلس "عبد الحميد" على الكرسي، واضعًا ساقًا فوق الأخرى باسترخاء.
عبد الحميد: أعتذر إن جئت في وقت نومك، لكن أردت إخبارك عن التجديدات التي سأقوم بها في فندق زهرة النرجس.
جمال: لقد منحتك جميع الصلاحيات لتفعل ما تشاء.
عبد الحميد: إذن اسمع، أفكر في إزالة كل زهور التوليب من الحديقة وزراعة أزهار النرجس بدلًا منها، حتى يصبح الفندق اسمًا على مسمى!
سمعت "توليب" اقتراح "عبد الحميد" وأحست بألم يعتصر قلبها.
جمال: ومتى ستبدأ؟
عبد الحميد: بالتأكيد بعد مغادرة الضيوف.
أراد "جمال" أن تسمع "توليب" السبب وراء اقتراح "عبد الحميد".
جمال: ولماذا خطرت لك هذه الفكرة؟
عبد الحميد: بصراحة، يا عمي، لا أريد أن أرى أو أسمع شيئًا يذكرني بخطئي في زواجي من "توليب"، صديقة أختي!
سمعت "توليب" هذا السبب وشعرت بدوار.
جمال: ولماذا لا تذهب لترى إن كانت قد تعجبك؟!
أنت تقرأ
نصيب الورد
Lãng mạnفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...