دخلت زهراء الغرفة ووجدت توليب هادئة، منهمكة في ترتيب ملابسها داخل حقيبة السفر، وعلى ملامحها سكونٌ يعكس الكثير من المشاعر المتضاربة.
زهراء - بقلقٍ عميق وحنانٍ واضح: "الحمد لله، كنت خائفة أن تؤذي نفسك!"
توليب - بابتسامة هادئة تحاول إخفاء ألمها: "اطمئني، ربنا دائمًا يبعث لنا الأمل بعد كل ألم، كما نبضات القلب، تنزل وتصعد لتُظهر أننا لا زلنا أحياء. أما إذا استمر الخط مستقيمًا... فهذا يعني الموت."
زهراء - بعاطفةٍ ودعاء: "الله معك دائمًا ويسعدك في الدنيا والآخرة. ماذا تفعلين الآن؟"
توليب - بشجاعة ولكن بصوتٍ يشوبه الحزن: "أجمع ملابسي. لا أستطيع البقاء في الفندق دقيقة أخرى. أريد العودة للبيت، وأرجو منك أن تطلبي من عبد الحميد أن يسمح لي بذلك. سيشعر بالفرح حين يسمع هذا الطلب."
زهراء - بإصرار ولكن بخوف: "ولماذا تتركين الفندق؟ لماذا تريدين الابتعاد؟"
توليب - بصوت يغلبه الألم ولكنه مليء بالكرامة: "والدي علمني ألا أذل نفسي لأي أحد، ولكنني فعلت ذلك مع عبد الحميد... بدافع الحب. الحب أعمى، كما يقولون. لكنني أشكره الآن لأنه أيقظني من حلمٍ دام 12 عامًا."
زهراء - بلهجة ناصحة وحزينة:
"لا تفقدي الأمل، مهما كانت الظروف."توليب - بابتسامة هادئة وامتنان: "ونعم بالله، هو دائماً معنا. الآن، أرجوكِ، اذهبي واطلبي المفتاح. أريد أن أقضي يومين في البيت، ثم أعود إلى القاهرة."
زهراء - بإصرار ووفاء: "لن أتركك وحدك، سأذهب معك."
توليب - بامتنان وعاطفة صادقة: "ليتني أعيش معكِ دائماً..."
زهراء - بضحكة رقيقة وحنان:
"أنتِ أصبحتِ من عائلتي. ولن نفترق بإذن الله."ابتسمت توليب لكلمة "عائلة"، التي أضاءت في قلبها شعورًا عميقًا بالأمان.
توليب - بروحٍ مطمئنة: "آمين يا رب."
زهراء - بحماس: "سأجهز حقيبتي الآن، وسأطلب من عبد الحميد أن يرسل شخصًا ليأخذنا إلى البيت."
توليب - بهدوء: "سأنتظرك في الحديقة، سأترك حقيبتي هنا."
زهراء - بابتسامة مطمئنة: "حسناً."
خرجت توليب من الغرفة، غير مدركة أن مصيرها سيتقرر عند ورود التوليب، وأن عذابات الحب والخيانة ستتشابك مع ألم الفراق والمضي قدماً.
ـــــــــ
في مكان آخر، نرجس ووالدتها إيزابيل تخططان لمؤامرة خبيثة...
دخلت نرجس ووالدتها إيزابيل غرفة والدها جمال، وهما تضحكان بسعادة مصطنعة.
جمال - بقلق واستغراب: "أهلاً يا بنتي، هل أنتِ بخير؟"
أنت تقرأ
نصيب الورد
Romanceفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...