بعد أسبوع، سافر عبد الحميد إلى القرية السياحية لتجهيز المنازل التي ستقيم فيها أسرته والضيوف.
عمل بجدٍّ كبير ليشغل قلبه عن زوجته نرجس، وليصرف عقله عن تسرعه في زواجه الثاني.
وفي الأسبوع الثاني، وصل الضيوف إلى القرية السياحية للاحتفال بزفاف ابن خال عبد الحميد. توقفت سيارة بيضاء أمام حديقة صغيرة، ونزل منها حنان وزوجها فادي وأطفالهما الثلاثة، بالإضافة إلى الخالة زهراء وتوليب.
فادي: "لقد تحدثت مع عبد الحميد وقال لي أن ننتظره هنا!"
اقتربت توليب من حنان وأمسكت بذراعها بقوة.
توليب: " حنان، أشعر بالخوف، وقلبي يكاد يتوقف من شدة الارتجاف!"
حنان: "لا تخافي، أنا أفهم شعورك، واطمئني. لن نبدأ خطتنا حتى تقابلي أخي وتعتادي عليه، وتتأكدي أنه لا يعرف من تكونين. الآن، خذي نفساً عميقاً، فقد بدأ وجهك يتغير لونه!"
توليب: "حسناً!"
فادي: "دعونا نرتاح ونجلس على الكراسي."
توجه الجميع نحو الكراسي تحت المظلات وجلسوا.
بدأت توليب تأخذ أنفاساً عميقة بأسلوب "اليوغا"، تستنشق الهواء من فمها وتزفره ببطء من أنفها. ثم التفتت حنان إلى الجميع وبدأت بمراجعة الخطة.
حنان: "حسناً، كما اتفقنا، أنتِ ممرضة واسمك أمل. جئتِ معنا لرعاية صحة خالتي. وأنتِ يا خالتي، بالتأكيد فهمتِ خطتنا، لذا أرجو أن يلتزم الجميع بما اتفقنا عليه!"
زهراء: "لا تقلقوا من عبد الحميد، فهو يحبني كثيراً ويستمع لكلامي، سأخبره بكل شيء وأطلب منه أن يطلق زوجته المجنونة!"
... زهراء، 57 سنة، طويلة، ممتلئة الجسم، شعرها رمادي، بشرتها بيضاء، عيونها رمادية، وترتدي نظارة طبية...
شعرت حنان وتوليب بالخوف من كلام زهراء وصرختا معاً: "لااااااا!!"
توليب: "ليس الآن، يجب أن ننتظر قليلاً!"
حنان: "أرجوكِ يا خالتي، أن تصمتي، وتفكري في خطتنا. ما اسمها؟"
زهراء: "أمل، فهمت. ولكن لماذا نتلاعب بـ عبد الحميد وزوجته بينما هي أمامنا؟"
حنان: "نحن نحب أن نتعب، وأخي يحب اللعب، لذا دعينا نأخذ وقتنا حتى نصل لنهاية خطتنا!"
زهراء: "افهموني. عبد الحميد رجل عاقل، وسيحب زوجته الجديدة. وأنتِ جميلة ما شاء الله!"
توليب - بخوف: "حنان، بدأت أفكر في الانسحاب من الخطة والعودة إلى المكان الذي أتيت منه!"
حنان: "كيف تنسحبين ونحن في الخطوة الثانية بالفعل؟!"
زهراء: "لا أفهم لماذا تصعّبون الأمور بخطوات طويلة؟ لا تقلقوا، سأتحدث معه الآن وأريحكم من القلق الذي وضعتُم أنفسكم فيه!"
![](https://img.wattpad.com/cover/273100931-288-k432441.jpg)
أنت تقرأ
نصيب الورد
Roman d'amourفي الحياة، هناك من يملكون كل شيء، ومع ذلك يشعرون بفقدان ما هو أعظم من المال والجاه. هكذا كان حال عبد الحميد، رجل الأعمال الناجح الذي جمع ثروة طائلة، لكن كل تلك الملايين لم تكن كافية لتعوضه عن دفء البيت وحب العائلة الذي افتقده. بلغ الثامنة والثلاثين،...