حدس المرأة لا يُخطئ | 2

57 8 5
                                    

ظل في زنزانتهِ، لم يكن معهُ احد كان سجناً إنفرادياً لخطاياه، يعدُ أيامهُ السابقة والقادمة وما تبقى له حتى الخروج والعودة حُراً مرةً آخرى .. أخذ يتسأل في نفسهِ [كيف حالها ؟ منذُ أن تم القبض علي بقيت محبوساً هنا ؛ بالكاد احصيتُ ايامي .. اشعر وان الوقت قد طال كثيراً ولم يخبروني بعد بعقابي، أيخططون لتركي هنا حتى أصبحَ مجنوناً ؟] في الوقت ذاتهِ صوتُ دويٍ قوي آتى من الأعلى، فمكانُ سجنهِ كان في أسفل الأرض كي لا يقترب أحدٌ منه مجدداً وترك ذلك تساؤلاتٍ آخرى عما يجري فوقه.

— عند البوابةِ الخاصة بالشرطة —

دخلت فتاةٌ ذاتُ شعرٍ يشبهُ الوان اشجار الكرز ، كانت ترتدي قناعاً مما صعبَ على الذين من حولها التعرف عليها، أزالتهُ وقامت بفكِ شعرها الطويل والسير بخطواتٍ ذات صوتٍ عالي بسبب الكعب الخاص بها يعبرُ عن الغضب الذي يجري بداخلها ..

"أمسكتم بعزيزي إذاً ؟ لن ينجو أحد منكم إذا علمتُ بأنكم لمستم شعرةً واحده منه !" حاصروها ونطق واحدٌ منهم "تراجعي وإلا سنضطر لإطلاق النيران !" حدقت بهِ بطرفِ مقلتيها ذات لونِ السماء ونطقت بإبتسامة "أتجرؤ على ذلك ؟ لمسَ آنسةٍ مثلي وتهديدها ؟" تحدث شخصٌ وقد تقدمَ من بين الحشود بنبرتهِ المرحة "آوه ~ ماذا لدينا هنا .. فتاة صغيرة تقوم بالتهديد لأجل من تحبه ؟ يالهُ من مشهدٍ جميل"

حملقت بهِ وقامت بتصفح شكلهِ من جميع أنواع الزوايا ونظرت نحو عينيهِ "ومن أنت ؟ لم أراك بالجوار مسبقاً ، أهذا عملكَ الأول في الشرطة ؟" تبسمَ "آسف لأني قد خيبتُ آمالكِ ، لستُ هنا حتى أقضيها جلسةً للتعارف ، دعيني أعرفكِ على اسمي فحسب وتذكريني انا {أوليفر}" تبسمت هي بالمثل "وتذكرني بالمثل {ميليشيا} المرأة التي قد تجعلُ حياتك جحيماً" قهقه ونطق "للآسف أنك قد تأخرتِ .. تأخرتِ كثيراً"

عقدت حاجبيها لكنها لم تبدي ذلك الأهتمام وقررت الإسراع في إنهاء هذه المحادثة الغريبة وسط القتال والمحاولة لإنقاذ {نيلون} بأسرع وقتٍ ممكن ركضت من أمام أوليفر رغم ذلك إستوقفها بالوقوف أمامها مجدداً ونطق "أتظنين بأني سأتركِ ببساطة تتخطيني ؟" حتى رفعت المسدس على رأسهِ "وما رأيك بهذا ؟" لكن سرعان ما آتى شخصٌ من خلفِ ظهرها ورفع المسدس وصوبه عليها

تبسمت "هكذا إذاً" ولمحتهُ بطرفِ عين وتوسعت مقلتيها "أنت .. لمَ أنت معهم !" وكان الذي خلفها هو "يا أورو !" تحدث بنبرة سعيدة بعض الشيء "أعتذر على ما بدر مني لكِ ولـ نيلون ، أنا من كنت سبباً لإستدراجهِ إلى هنا" سرعان ما رفعت المسدسَ الذي بيدها الآخرى على وجهِ أورو بالمثل بنبرةٍ حادة نطقت "أيها الخائن !" إبتسم ونظرَ بلطفٍ

لمعت عينيها حُنقاً ونطقت بنبرةٍ بها صوتٌ يكادُ يختنقُ من الغضب "أعتبرتكَ جُزءاً من عائلتنا ، لم أفكر ولو لواحدٍ من المئة بأنك قد تكون سبباً في القبض عليه ! رغم تسترك على الكثير من الامور الا أنه كان واثقاً فيك ! أراد تصديقك بعد كل هذا .. وتفعل هذا به ؟"

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن