الغيثُ يبدأ بقطره | 34

4 2 3
                                    


اقتحمت الشمس سلام القمر وقاطعت احاديثه مع النجوم ، انحنى عن مكانه لتستلم دورها بيومٍ جديد لكن الغيوم قررت ان تشاركها بتوزيع بعضهم كالجماعات بسائر محيط السماء ..

ظل متسمراً امام الباب واخذ يتنفس الصعداء قبل ان يجرب فتحه ، حتى رأى وجهها المشتعل من الغضب .. بعثر خصلاته الشقراء مبتسماً بارتباك "اوه .. مرحباً .. ميلي" كتفت بذراعيها وامسكت بجيون وولجوا الى الداخل ، تاركةً نيلون في حيرة ..

اقترب محاولاً التحدث معها لكنها في كل مره كانت تتجنبه وتأبى الحديث ، تنهد مبعثراً خصلاته ونظر فيها ، لوى شفتيه وقال بنبرة مستاءه "أعلميني فقط .. ممَ انتِ غاضبة ؟"

رفعت بشعرها لتقوم بربطة كذيل حصان وعادت لترمق نيلون بنظراتٍ غاضبة "تركتنا اسبوعاً كاملاً ! اعرف اني وافقت على أسباب تأخيرك لكن ان تتوقف عن مراسلتي وإطلاعي على كل جديدٍ منك ؟! الا تعلم الى أي مدى كُنت قلقة ؟ كنتُ أطوف في أرجاء المنزل وممراته تسع مراتٍ دون توقف والقلق يقتلني !"

خلل يده بين خصلات شعره الشقراء ليردف بهدوء "في الواقع .." قصّ عليها كل ما حدث له مع لويس ورأى تحولاً كبيراً في ملامحها من ذاك الغضب الى ملامح متعجبة وحواجب مرفوعه ..

-"عرضوك للخطر .."
-"لكني بخير هنا امامك !"

قطبت حاجبيها وهزت رأسها رفضاً "نيل ، انت لا تدرك ذلك" نظرت نحوه وعينيها تلمعُ تألماً "صدف وان حالفك الحظ لأن تقع في النهر ، وصدف وحالفك الحظ لأن تجد الأغصان وتستخدمها كي تدفئ جسدك ، أتحسب ان هذه الصدف قد تتكرر في كل مرة ؟ أتظن بأنك قد تنجو ؟ نيل .. لا تخاطر بحياتك هكذا ! إن كان الأمر كما يقول لويس وانهم ارادوا التضحية .. ما الذي يجعلك تكون واثقاً بأن هذا لن يشملك مستقبلاً ؟ حياتك ثمينة لنا !"

ضاقت مقلتيه ولم يجد لأسألتها اية اجابات فالحقُ يقف بصفها ، تظاهر بأنه يبتسم ونطق بينما يضعُ يده خلف عنقه "لا أجد شيئاً يمكنني ان أكسر كلامك فيه ، انتِ مُحقه .." ركضت اليه واحتضنته بينما تنعم بدفء صدره "ارجوك ، لا اريد ان اخسرك .." بادلها العناق مُقبلاً رأسها "انا هنا يا ميلي"

انتصفت الشمس السماء دلالةً على حلول وقت نيلون والذي قرر فيه ان يأخذ معه جيون كنوعٍ من التغيير ولأنه اراد قضاء بعضٍ من الوقت معه ، لم يكف جيون عن طرح الأسأله عن المكان الذان سيذهبان اليه بحماسةٍ وفضول وكان نيلون يجيب عليه بإبتسامه وهدوء انه سيعرف بمجرد ان يصلا اليه ..

إستقبله فتاً ذو شعرٍ رمادي ليبتسم كالمتعجرف "لقد أتى العجوز"  "أرى بأنك لا زلت سليط لسان"

تمالك نيلون غضبه مبتسماً  ليس حباً فيه فقط لأنه كان محظوظاً لأن جيون معه هذه المرة ، امسك جيون بطرف معطف نيلون "هل نحن نقتحم المنزل كاللصوص في الأفلام ؟" أختلس لويس النظر إليه واردف نيلون باسترسال "جيوني اللطيف ، من يقتحم المنزل من الباب الامامي ؟"
- "هل كان الباب الأمامي ! ظننته باب لقبو ما .."

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن