مر بعضٌ من الوقت وقد كانت الساعة قريبةً من الثامنة صباحاً ، هدأ إليون آخيراً ، لم يجرؤ ماثيو على التعمق في مسأله رايديل رغم انه على وشك الإنفجار بالتفكير عن قصتها وكيف قُتلت منذُ الأساس وكيفيه عثورهم عليها ؟ جميع هذه الأسأله تُركت دونَ جوابٍ صريح حتى الآن ..
قرر عدم مصارحته لكونه غير قادر على تخطي صدمته الحالية لذلك من الأفضل تأجيل الموضوع إلى وقتٍ آخر ، إبتسم ماثيو وطبطب على ظهره "من الجيد انك بدأت بالأسترخاء الآن ، ما رأيك بالخروج والترفيه عن نفسك بكوبٍ من القهوة المفضلة لديك ؟"
توسعت مقلتيه عند سماعه لما قاله ، حملق في عينيه وبوجهٍ مندهش تماماً وكأنه سمع شيئاً خارقاً للطبيعة للتو فتح ثغره متعجباً وبنبره يملؤها الكثير من التساؤلات "أتعرف .. قهوتي المفضلة ؟!" شعر الآخر بإنه قد قال امراً غريباً فغطى فاههُ وقطب حاجبيه "ماذا .. ألم يكن من المفترض علي معرفة ذلك ؟"
الشيء الذي لم يعرفه إليون عن ماثيو ، بإنهُ كان يحبُ البحث عن الأشياء التي تحبها عائلته مهما كانوا قريبين من بعضهم او بعيدين جداً ، كانت تلك أشبه بصفه غريبه فيه لم يجد تفسيراً لها حتى الآن ، احب معرفة كل شيءٍ عن محيطه حتى ولو كان ذلك يعني عدم خوضه في اي نقاشٍ معهم ..
إبتسامة خاطفة زينت ثغره وأردف مخفياً شعوره بالتوتر والخجل الخفيف الظاهر على وجنتيه "لا .. الأمر ليس هكذا .. انه فقط جعلني سعيداً بعض الشيء ، ظننتك تمتلكُ بعضاً من الكراهية لي او شيئاً من الغيرة .. لقد كنتُ أتطلع إليك دائماً لكني لم أمتلك تلك الجراءة التي تجعلني أتحدثُ معك او ان أبادر وآخذ بزمام الحديث .."
رد لهُ الإبتسامة ووضع يديه على كتفيه وهو يبتسم كشخصٍ يشعرُ بالفخر الشديد للذي أمامه "انا كذلك يا إليون .. كنتُ أمتلكُ نظرةً سلبية عنك ، برأيي كنتَ منعزلاً وانطوائياً عن المجتمع كارهاً لكل شيءٍ يخصه ، لكن عندما رأيتك تتحدث مع تلك الفتاة .. إبتسمتُ كما لو أنك أصبحت اخيراً منفتحاً لهذا العالم الصغير .. تذكر دائماً ، بإنك تستطيعُ الإعتماد علي والوثوق بي فأنا أخوك بعد كل شيء" إبتسم بشده وحضنه "شكراً لك !"
آنذاك سمعا نداءً من والدهما وهذا ما أثار تعجبهما فنزلا من غرفتهما ليستمعا ما قد يقوله لهما ، رغم عدم قربهما الشديد لا من والدهما او والدتهما لذلك نداءه كان اغرب شيء بالنسبه لهما ، ذهبا إليه ونظروا نحوه
كان يمتلكُ شعراً بنياً تخللته خصلات الشيب ، كان في أواخر عقده الثالث مقبلاً على الرابع ، أمتلك شعراً طويلاً يربطهُ بربطه سوداء في الخلف ولحية بنيه قصيره مع شعرات بيضاء ، بعضٌ من البثور والتجاعيد الظاهره على وجهه تظهرُ بإنهُ فعلاً اصبح عجوزاً ، كانت لديه بنية جسد جيده مقارنه بسنه الحالي ، عينيه كانت كلؤلؤ البحر الأزرق في جوفه ..
أنت تقرأ
ليالي قرمزية | crimson nights
Mystery / Thrillerفي ليلة فقط ، قررت بدء هذا كله .. إرتديت قناعاً خلف قناع معتمداً على قناعتي وقراراتي الخاصة ، حتى عضيتُ أصابع الندم لإني لم أصغِ لصوتي الداخلي، الرجل القرمزي لم يكن سوى لقبٍ مُخادع لإرضاءِ ذاتي فحسب. -بدأت 14 أغسطس 2022