سامحني | 12

12 5 0
                                    

ظلا يمشيان في الحواري ولم تكف هي عن ذرف الدموع بدون إصدار صوت ممسكةً بيدهِ ولاحظ روميو برودة الجو فإنتزع معطفه ووضعه على رايديل ، ولجوا إلى السيارة وكان الصمت سيد الموقف .. تجرأت بعد لحظات لتتحدث وهي تحاول كبت دموعٍ إضافية من ان تنزل

"انا آسفه .. لكل الذي فعلته .. سامحني .." تنهد روميو وجهز المحرك وبدأ بالتحرك ولم يرد ان يجيب عليها إلى ان نظر لعينيها ثم إبتسم "على ماذا تعتذرين ؟" توسعت مقلتيها وحدقت إليه بعدما كانت مُنزلةً رأسها "روميو .. لقد آذيتك" أبطء السير ووضعَ يدهُ برفقٍ بقرب وجنتها اليمنى "لم تؤذيني قط ، انا مسرورٌ لأنكِ بخير .. دعينا نتجاهل وننسى كل الذي حصل في الماضي ما يهم هو هذه اللحظات وما بعدها التي سنعيشها معاً" إبتسمت مما جعل روميو يُسعد كثيراً لرؤيته لإبتسامتها اخيراً

"انتِ كالشمس عندما يغطيها المطر ويصبح الجو كئيباً وفي لحظة رحيل الغيوم تشرقُ الشمسُ وتأتِ بنورها العذب لهذه الأرض وكأن الحياة أشرقت من جديد" قهقهت ونطقت بنبرة ساخرة "منذُ متى وانت تعرف كيف تُلقي هذه العبارات الجذابة ؟" كتف بيديهِ بعدما ركن السيارة جنباً "انسي ذلك إذاً !"

وخرج من السيارة لتحدق إليه من خلال النافذة "مهلاً ! لمَ حزنت ؟ كنتُ امزح !" نظرَ إليها مبتسماً وهو يحملُ هاتفهُ ويخرج لسانه "لستُ حزيناً لكني سأُحادث أوليفر فقد كنا في خضم أمرٍ مهم ~ وإبقِ هنا فكري في ما قلتيه لي" قطبت حاجبيها وكتفت يديها "يالهُ من شقي !"

وضعَ روميو يدهُ على خصرهِ وانتظر حتى يرد أوليفر "ما به لقد تأخر في الرد على غير العادة !" إلى ان اجابَ عليهِ اخيراً ليردف بنبرتهِ المُضطربة "ماذا حلَ بماري ؟" قطب روميو حاجبيهِ وحدقَ إليها وهي تضربُ رأسها بشكلٍ طفيف على النافذة لشدة مللها فضحك بخفوتٍ "هي بخير .. لكن دعني أخبرك بشيءٍ يتعلقُ بها" "هي رايديل .. أليس كذلك ؟" توسعت مُقلتي روميو وأردف مرتبكاً "وكيف علمتَ بذلك ؟" تنهدَ وبدأ بالتحدث بجدية اكثر من السابق

"عندما كنتُ أبحث بملفات تحقيق ماثيو ، كان قد علمَ سلفاً بما حلَ برايديل ومن خيانتهم لها لكنه لم يعلمَ بإنها ذاتها ماري .. عندما وصف لي أورو هيئتها توصلت لذلك مباشرة فلا علمَ لدي بشخصٍ يمتلكُ شعراً أحمر مثلها .. حاولتُ إنكار ذلك رغم ان الادلة كلها أشارت لها"

شعرَ روميو بالكثير من الحزن وبدأ بإرخاء قبضتهِ "لمَ كان يجب ان يحدثَ هذا ؟ أشعر وكأن السعادة لم تكتب لنا قط" قطب أوليفر حاجبيه "لا تحزن يا روميو ، أعلمُ بإن ذلك صعب لكن حاول ان تكون متفائلاً سنجدُ حلاً صدقني وسنضع حداً لهذه المنظمة" إزداد إستياءهُ وأردف بينما يحاول ان يظهر بمظهر الهادئ "سامحني يا أوليفر لكني ماعدتُ لأرى ان هنالك املاً .. لقد سئمتُ من الذي يحدث معنا .. كل شيءٍ يترصدنا وأصبحنا كالهامستر في قفصهِ يركضُ في دوامة لا نهائية من الاحداث البائسة في حياته .. انا اريد ان اكون اكثر تفائلاً وثقةً لكني لا استطيع تحمل ذلك اكثر ..  أشعر بالتشويش والضياع في ما قد أفعله وما إن كان بإمكاني حقاً تجاهل كل الذي فعلتهُ رايديل بالناس الأبرياء .. و .." صمت للحظة "روميو ؟" إبتسم بتكلفٍ وتنهد "آسف .. انا آسف لقد أردت مني امراً مهماً وأصبحتُ أتحدث كثيراً كان من المفترض ان اناقشك عن الذي يجري معكم .."

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن