ثنايا الماضي | 20

3 3 0
                                    

سمع كلماته فحدق بهِ بعينين تؤكد مدى شعور روميو بالفضول والحماسة لما قد يقول ، كانت تلمعان بشده وتبدوان سعيدتين لأنه اخيراً قد بات يخرج ما فيه له بعد عدة محاولات من روميو للضغط عليه حتى يفصح ما بقلبه ، إلى ان ابتدى جملته ..

"بصراحة .. ليس وكأنه هنالك شيء محدد قد تفعله لي لكن ؛ يمكنك الإصغاء لما أود ان أشكو لك عنه ؟"

رفع بصره ليلحظ مدى لُطف ملامحه ، تلك الإبتسامه الدافئه الظاهره عليه بوضوح ، حقاً هي شخصيته المعتادة ! ، أردف بعد إغلاقه لمقلتيه "طبعاً ، هذا ما كنتُ انتظره منك طوال هذه السنوات .." قطب حاجبيه إثر إدراكه بإن روميو قد لاحظ كل شيء بالفعل فهو لا يريد توريط اي شخصٍ بمشاكله الخاصة وشخصيته المعقدة

وضع يدهُ على كتفه فعلم بإنه انغمس كثيراً في أفكاره ، قاطعه ذلك الصوت الحنون "لا تحزن يا أوليفر ، لا تحزن لإني كنتُ صريحاً بشعوري معك .. لا تشعر بالسوء على ما مضى ، الآن هيا اظهر ما في جعبتك"

فتح ثغره ليبدأ بالرجوع في ما حدث بالتفصيل بالسجن لكن تغيرت نظراته المرتجيه إلى نظرات حاده واكثر جديه ليرفع اصبعه ويضعه أمام فمه "مهلاً .." أردف بذلك محاولاً إستشعار اي صوت فعرف روميو بإنه هنالك خطب ما ويريد التأكد منه ، إستطاعوا سماع صوت شيءٍ ما على وشك ان ينفلت

هنالك حديد يحتك بقوة مصدراً بعضاً من الشرارات إلى ان بدأت العجله بالتفكك والسقوط سقوطاً جزئياً فلا زال هنالك حديده تربطُ ما بينهما باعجوبه ، ادرك أوليفر بأن روميو كان يمسك به بكل قوته لأنه قد وقع عليه لوجوده على الجهه اليسرى "روميو ؟!" لم يكمل جملته لتفكك ما تبقى ووقوع العجله بكل قوتها على الأرض

علم الناس وتجمهروا على عجلةٍ حول الحادثة محدقين لكل تلك الأتربه والدخان الخاص بالعجلة الدوارة والغبار المتناثر بالأرجاء الذي اعدم مجال الرؤيه لهم ، الإرتباك الظاهر على وجيههم هو ما كان يجيبُ على مدى سوء الموقف الحالي لكن ما أثار الشبهه اكثر هو ..

لماذا العجلة التي كانا بها أوليفر وروميو الوحيدة التي تضررت على عكس بقية العجلات التي استمرت بالعمل وكأن شيئاً لم يحصل ، هذا ما جعل الناس مرتابين وكثرت الشكوك حول ما جرى ..

في وقتٍ لاحق تم نقل كِلا منهما إلى المستشفى ، كان ذات المكان الذي تم نقل شقيق ميليشيا فيه ، جلست سكارلت على المقعد وهي تدعو وترجو بإن يفيقان قريباً وكانت بقربها ري تحاول تهدئتها ، لمحوا حينها الطبيب وهو يخرج بينما يحملُ في يده عدة أوراقٍ ، إستقامت سكارلت وهي تنتظر اي اجابةٍ منه ..

وضع أنمليه على ذقنه وهو يحدقُ للذي معه فنطق بنبرة متسائله "هل تعرفان أهاليهما او اي اقرباء لهما ؟" لقد ظن بإن كِلاهما كانتا مجرد صديقتين ، أردفت سكارلت بنبرة حزينه "انا .. عائله لكلٍ منهما !"

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن