ذكرى عابرة .. | 41

4 2 0
                                    

نظر نحوه وابتسامه تملؤها البهجة والدفء ترتسي على محياه وعينيه تلينُ بلطفٍ "لذا ، هل استطيع الأن الإعتماد عليك كشخصٍ يحميها بعدي ؟ طالما ان ماري اختارت الوقوع بحبك فأنا سأكون اول من يدعمها .. وبصراحة انا مرتاحٌ جداً لأنه كان انت يا روميو"

اتسعت مقلتيه بذهول ومن ثم اومأ مبادلاً إياه ذات الإبتسامه ، لم يعلم أن سكارلت كانت تمتلك ماضياً مثل ذاك ولكنه مسرور لأن أوليفر بات واضحاً ومفصحاً عن الكثير من الأمور التي كان يخفيها في جوفه ، رد عليه بنبرة مرحه "بصراحةٍ كنت اخشى السيد ميغان في السابق ، لأني لم أكن ارى الا وجه الشديد والصارم في المحكمة .. نادراً ما أقابله لكن سماعك تتحدث عن سماحتهِ على الرغم من ذاك الوجه الذي اعتدت على رؤيته وسماع نبرته الحازمة ، تجعلني اريد رؤيته خارج إطار العمل اكثر !"

همهم أوليفر مفكراً ومن ثم قال "سأجعلك تقابله إذاً في وقتٍ لاحق~ على اية حال هناك شيء كنتُ اتساءل عنه منذُ بداية نقاشنا .."

- "وما هو ؟"

نظر الى الممر وتحدث بنبرةٍ حازمة "اين هؤلاء الحمقى !"

تعجب روميو واجاب عليه بينما يكبتُ ضحكته "لربما ضاعوا مثلما حصل معي سابقاً !" قلب عينيه بنفاذ صبر ومن ثم تنهد بابتسامه زينت ثغره "اتعتقد ذلك ؟ اظن بأن علي وضع خريطة للقصر .." قهقه حينها واكتفى أوليفر مبتسماً 

..

قرابة نصف ساعة تقريباً ، اجتمعوا كلهم باستثناء نيلون الذي ربما ظل طريقه كالقطط المُشردة ، ليام يفكر بعمقٍ في ما جرى ليلة البارحة وجاك يعد الإفطار بمساعدة رايديل وروميو وشيرو الذين تطوعوا بذلك ، شيرل .. حسناً .. متسمرٌ في مكانهِ كأنه آلة نفذ منها الشحن .. بينما أوليفر يحدقُ بإقتضاب نحو الجميع كالأب الذي يتفقد أطفاله خشية ان ينسى أحدهم

نهض من الأريكة وتقدم نحو الباب ناطقاً باستنكار قبل مغادرته "نيلون الوغد ، يبدو بأنه ليس في القصر حتى !" اومأ ليام وعينيه لا تحيلُ عن الملفات "جربت البحث عنه في أرجاءه منذُ آخر مره افترقنا فيها لكني لم أجده" نظر اليه باقتضاب ومن ثم اتجه الى الحديقة محاولاً العثور عليه ..

حتى تنهد وهو يضعُ كفه على جبينه "قل لي بأنك تمزح ارجوك .." بسبب انه كان يحملُ قطةً بين يديه "ماذا ؟ انها لطيفة !" أقبل اليه بانزعاج "لا أعني القطة ! انظر الى وجهك ممتلئ بالخدوش والدماء تغطيه تماماً !" تجاهله نيلون ضاماً إياها ومحاولاً مداعبتها "أوليفر انظر انها تبدو آليفة جداً ! وجدتها وهي تحاول سرقة بعضٍ من العنب في أحد اشجاره ولكنها علقت بين الاغصان !"

سحب أوليفر وجنه نيلون بامتعاض "انا اتحدث عنك انت ! ما شأني بالقطة ؟!" تأوه نيلون وتركها أوليفر ليرى بأن انامله تركت علامةً نوعاً ما حمراء مكانها ، استمر نيلون بمداعبة القطة مُتجاهلاً أوليفر والذي نفذ صبره فأردف "تعال معي ، دعنا نعالج خدوشك .. بحق الإله ، هل وقعت بدلاً منها ؟ أم هي من قامت بالتفنن في ملامحك كلوحةٍ فنية ؟"

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن