عندما انهى كلمته رأى تحولاً كبيراً في ملامح كاميليا حيثُ تلاشى ذلك الهدوء الى نظرات أكثر حِدة وقالت بنبرة مُتهكمة "كيف لك ان تتهمني بالكذب ؟" هز سوريس كتفيه ثم كتف ذراعيه مُجيباً "انفعالك الحالي دليلٌ آخر"- "ليس دليلاً ، بالتأكيد سأنفعل عندما تتم إهانتي بأني كاذبة"
رفع حاجبيه باستنكار وارخى عضلاته مُحدقاً فيها "اسمعيني يا آنسة ، انا اضعك تحت احتمالين .. اما ان تتوقفِ عن الأدعاء او عن التستر على ما اخفيتيه بشأن قصتك المزعومة عن المتربص"
حدق فيهما والدها فلقد استنكر ما قاله سوريس كثيراً ولم يقل جيوم عنه شيئاً ، نهض سوريس من الأريكة وحمل معطفه الذي كان مُلقياً إياه على الجانب وتمتم ريثما يتجه الى الباب "لا وقت لدي لأن اضيعه على هذا الهُراء .." استاء جيوم من فعلته ونظر الى ابيها "انا اعتذر نيابةً عن سوريس ، سيد كونراد .."
قُطع استرداد ما جرى بنبرة نيلون العالية "كونراد ؟!" إنزعج ليام منها ووضع أنامله على اذنيه مردفاً بامتعاض "يا رجل اخفض صوتك !" فكر أوليفر وهمّ واضعاً يدهُ على ذقنه "لم أفتش في ملفات هذه القضية كثيراً ومنذُ البداية لم أكن على معرفةٍ كبيرة بكونراد ، أتضح في النهاية انه كان والد كاميليا .."
كتفت رايديل ساعديها وأخذت ترفعُ ساقاً على الآخرى متحدثةً "لأن كونراد قام بالتستر على فكرة كونه يمتلكُ فتاة وانه متزوج ؛ خشية ان يقومون بإلحاق الضرر لإبنته فيكفيه ما حصل لزوجته .." اتعست مُقلتي شيرو وقالت بنبرة أخذت تتعالى بعض الشيء "مهلاً ! لا تقولي لي بأن حادث الام ذاك كان سببه هم !" اومأت رايديل فزادت دهشه شيرو ..
كتف لويس ذراعيه كذلك قائلاً بعجب "لكن .. ما شأن ماضيه في الأمر الذي تريد التوصل إليه يا ليام ؟" تنهد ليام وأعاد ترتيب الأوراق "انتم بالكاد تجعلوني أتحدث !" ابتسم روميو وحمل إبريق الشاي مُتجهاً فيه الى المطبخ لكنه توقف للحظات قائلاً "تجاهل مُقاطعاتهم واكمل ، سأحضر بعضاً من الشاي .."
أخذ بغلاف الشاي وقام بتصفيته جيداً ومن ثم وضعه في الإبريق ، سكب عليه الماء الساخن وقطف جزءاً من أوراق الزهور المُجففة من الياسمين والريحان والتأكد من طحنها حتى يضمها مع البقية ، تأمل البُخار الخاص به وهو يتعالى رويداً ورائحته تنتشر في المطبخ ..
كان نوعاً ما مُشتتاً ، كأنما جسده كان هنا لكن عقله يغوصُ في أعماق عالمٍ آخر .. عالم بالكاد يعرف عنه اي شيء ، حيثُ فقد الإحساس في الزمن والمكان .. مغمورٌ في أبهت الصور ، في طياتٍ مجهوله عن الآخرين ، في واقعٍ مُزيف ..
عينيه التي فقدت بريقها المتميز بالأمل ، اصبحت داكنةً وكأنها لم تعد متلهفةً لما تبقى له من الحياة .. لسبب ما ؛ الوحدة هي كانت مكانهُ منذ البداية هي الأصل الذي عاش عليه والذي سيموت فيه ..
أنت تقرأ
ليالي قرمزية | crimson nights
Mystery / Thrillerفي ليلة فقط ، قررت بدء هذا كله .. إرتديت قناعاً خلف قناع معتمداً على قناعتي وقراراتي الخاصة ، حتى عضيتُ أصابع الندم لإني لم أصغِ لصوتي الداخلي، الرجل القرمزي لم يكن سوى لقبٍ مُخادع لإرضاءِ ذاتي فحسب. -بدأت 14 أغسطس 2022