حياة جديدة | 3

40 7 4
                                    

"مساء البارحة ، سمعتُ بإن المجرم الذي تم إلقاء القبض عليهِ محاولاً إغتيال مجموعةٍ من الوزراء قد هرب .. ما تفسيرك حيال ذلك .. سيد أوليفر ؟" إرتسمت إبتسامة متكلفة على وجههِ "نعم وقد كنتُ متواجداً أيضاً أثناء هربه ~" إشتد حُنقه وإستقامَ ضارباً الطاولة "لماذا سمحتُ له بالهرب !" أغلق مقلتيهِ "لا تغضب سيدي سوفيير ، سيؤثر ذلك على صحتك"

إزداد حُنقه لكنهُ عاود الجلوس وهو ينظرُ للأوراق التي كانت تعود بصورٍ لنيلون مع ميليشيا وهما يهربان بالأمس .. "إذاً فسر ما سبب سماحك لهما هكذا ، أنا أعلم بأنهُ ليس من الصعب عليك إمساكهما في الآن ذاتهِ دونَ مواجهةِ أي مشاكل" رفعَ أوليفر طاقيتهُ كاشفاً عن ملامحِ وجههِ بكل وضوح "فقط .. شعرتُ بأنه لا داعٍ لحبسهِ لوقتٍ أطول .. ففي النهاية هو لم يقتلُ أحداً .. على الأقل ليس بعد"

إرتبكَ سوفيير ناطقاً وعرقُ جبينهُ ينزلُ ببطءٍ "ما الذي تعنيهِ بكلامكَ هذا ؟ .." نظرَ لهُ أوليفر بإبتسامةٍ كبيرة ومقلتيهِ القرمزيتان أخذتا باللمعانِ بشدة ..

"للآسف ، يبدو بأني لن أستطيعَ إخبارك .."

— عند شقةِ نيلون —

الساعةُ الآن حوالي الحادية عشرَ صباحاً ، عندما كان نيلون لا يزالُ يركضُ وخلفهُ ميليشيا حتى وصلا إلى الشقةِ أخيراً .. منذُ مساء البارحة لم يأخذا أي قسطٍ من الراحة ولم يستطيعا الركوب مع سائق أجرة حتى لا يجذبا أي إهتمام خارجي عن كونهِ هارباً من الشرطة ، أمسكَ نيلون بيدِ ميليشيا على حينِ غرةٍ مما جعلها تندهشُ وتنظرُ لهُ بعينين واسعة .. وهما يدخلان إلى الشقة بهدوءٍ ، يجمعان أغراضهما كي يغادران هذه البلدة بشكلٍ نهائي لم يعد لديهما منزل الآن

"آسفٌ على توريطكِ بكل هذا .. كان بإمكانكِ الجلوس هنا وعدم فعل شيءٍ تنتظرين عودتي .." تبسمت هي وإقتربت حاضنةً إياهُ من الخلف "لا يهمني كل هذا .. طالما أني معك فهذا ما يكفيني" إلتفتَ وحدقَ بتلكَ المقلتين مُجدداً ..

أمسكَ بيديها الضعيفتين وهو ينطقُ بنبرةٍ أكثر جدية "سأخبركِ بالحقيقة .." بنظراتٍ مُتسائلة هي تحدثت "آيُ حقيقةٍ ؟" حدقَ بعينينِ شبهِ ميتة "لم أكن واثقاً بكِ تماماً ، نويت ترككِ بكل سكونٍ والإختفاء عنكِ بعيداً .. والآن أشعر بأني أكادُ أموت من الندم على كل هذا .. عندما فتحتِ لي الباب ومددتِ يد المساعدة ولم تخافِ ولو للحظةٍ بأنكِ ستكونين متورطةً معي .. شعرتُ بالخزي من نفسي"

لم يجرؤ على النظرِ في عينيها بعد كل هذه التصريحات القوية من طرفهِ .. لم يكن قوياً كفايةً حتى يواجهها .. لحظتها نظرَ لها بطرفِ عينهِ ودهشُ كثيراً ..

إبتسامة كانت مُشرقةً كشمس الربيع وكأن الليلة الباردة هذه أصبحت دافئةً جداً .. بمنتصفِ جدران الشقة هذه .. نطقت "لا أحب قول هذا لكن .. جميعنا نُخطئ ليس هنالك ملاك كامل متكامل الأوصاف بيننا .. وأنا اسامحك على هذا ولا أستطيعُ إلقاء حبال اللوم عليكِ .. فمهنتكَ هذه تريدها أن تكون سريةً قدر الإمكان .. كنتُ مجرد دخيلة وقحة في حياتك هذه والآن أصبحنا عالقين ببعضنا البعض وعلى الأقل لم تؤذني قط أو تعاملني بوقاحة" ضغطت بشكلٍ خفيف على راحةِ يدهِ وهي تؤكد لها ان كل ما تقوله لن يتغير أبداً ..

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن