تحت رهنِ الإعتقال | 13

11 5 0
                                    

قبل ستِ سنواتٍ من الآن ..

تعالت موسيقى تلك الحفلة التي بدت من شكلها كونها راقية وتُظهر بإن جميع من هناك كانوا من النُبلاء ، ثرايا ضخمه مُعلقة في السقف وإستقبالٌ يبدو باهض الثمن وعدةُ باقاتٍ من الورود وصناديق ممتلئة من الشوكولاته بشتى أنواعها والتي تُري مدى ترف هذه العوائل وبإنها لا شيء مقارنةً بالذي يملكونه وكل ذلك في قصرٍ كبير وضخمٍ في نهايات طُرق المدينة ..

تواجد ذلك الشاب حاملاً معه كأساً يكادُ يفيضُ منه الخمر ، يتصفحُ بعينيهِ كل الحضور والمكان والضجر الذي لم يكلف نفسه عناء إخفاءه وكأنهُ معتادٌ على هذا كله ، أعادَ شعرهُ الأشقر للخلف إلى ان ناداهُ شخصٌ بنبرتهِ الشرسة فورَ رؤيتهِ له "نيلون !، اين كنت طوال هذا الوقت ؟!" انهى جملته مسبباً بهمسات الآخرين وإرسال نظراتهم لهما فأدرك ذلك وحدق إليه المُنادى عليه بطرفِ عينهِ ولم يظهر اي أهتمامٍ بحديثهِ وإكتفى بصمتهِ كجوابٍ مما جعله يزدادُ غيضاً وحُنقاً فيتحدث بخشونةٍ اكثر من السابق

"لمَ لا تكفُ عن تصرفاتك الطفولية هذه وتكون أكثر هذباً وإحتراماً بكونك شخصاً من عائلتنا المرموقة !" زفر بتنهيدتهِ ويبدو من ذلك بأنه قد مل من سماع نفس العبارات تتراددُ إلى مسامعهِ فأغلق مقلتيهِ النيلية مُجيباً هذه المرة "لمَ لا تخبر نفسك ، ألستَ انت من طاردني في آخر القاعة ويصرخُ علي جاذباً مسامع الحضور لأجل ان تجعل مني أضحوكةً لهم ؟"

إزدادت أصوات الهمسات وتعالت لتصبح أكثر من مجرد أصوات خافتة ، كانت كالضجيج الذي يدبُ في جميع أنحاء القاعة ، أدرك ذلك كلاهما ليردف الآخر محاولاً تجنب الأجابة عليه "دعكَ من هذا ، أصبحنا نجذبُ الإهتمام اكثر من السابق ، دعنا نتجهُ إلى الأعلى فوالدتنا بإنتظارك" بدت نبرتهُ اكثر هدوءاً هذه المرة لربما قد هدأت بعدما وضع أخاهُ في موقفٍ محرج

صعد كلاهما للأعلى حيثُ تواجدت ، كانت جالسةً على كُرسيٍ فخمٍ أحمر اللون ويبدو مُريحاً وكأنها تلتقطُ الصور لنفسها ، خصلات شعرها الأشقر الذي يتدلى منهُ بعضٌ من البياض الذي يدُل على تقدم العمر ، شامة صغيره تواجدت تحت عينها اليمنى ، مُقلتيها كانت أشبه بالياقوت القرمزي ، ركزت عليهما لحظة دخولهما وأردفت بنبرتها الجافة "اين كنت يا نيلون ؟" أبصر نحوها ولم يُظهر اي مشاعرٍ فهذه العائلة تتميزُ ببرودها وصقيع الثلج الذي يكادُ ان يجمدهم من شدته "واين سأكون ؟، لقد تواجدتُ بالأسفل كما طلبتِ"

هزت رأسها ببطءٍ وبشكلٍ غير ملحوظ كأيماءه لأدراكها ، تنهدت وقامت بوضع كلتا يديها ببعضهما البعض وأناملها تتداخل بينهما "هل أتت .." تجنب التحديق بعيني والدتهِ مُقاطعاً كلماتها "ليس بعد" أسندت ظهرها للخلف مُتمتمةً "ما بالهم قد تأخروا" نظر نيلون نحوها مباشرةً "إذاً .. هل يمكنني الرحيل الآن ؟" أومأت "اجل ، إنصرف وخذ أخاك مارسيل معك" ألقى نظرتهُ عليه ليُزيح جيان عينيه عنه ويبدو منزعجاً منه فتنهد ونزل وإتبعهُ فوراً

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن