العالم الجديد (2) | 37

4 2 0
                                    


اردف بحزمٍ بينما لا يزال حاملاً هاتفه بيده "واللعنةُ عليك وعلى هُرائك ! ما الذي تحاول إقحامي فيه ؟ ان كان لديك شيء ما ضدي فلا تدخل الآخرين بذلك ، ما ذنب رفيقي في ان يُدخل بهذه السخافة !"

شعر فيه يبتسم الى ان أجاب عليه بهدوء "ان كنت تريد معرفة جميع الأجوبة فقابلني أمام مستشفى السيد جابيير" ضاقت عيني ليام عند سماعه لهذا الأسم وأغلق الإتصال فوراً ..

ظل يحدقُ في شاشة الهاتف وعينيه تُقلب بين الإسماء .. لقد إختفى الرقم .. قلقٌ سير خوالجه ما إن يذهب او لا ، في تلك المرة لقد تم اغتياله هو و شيرل .. لا يريد ان يكرر ذات الخطأ فلا يعلم ما ينتظره خلف هذا كله ..

زفر مُغلقاً هاتفه ويضعه في جيبه .. [ هنيئاً لك ايها الغريب ، لقد افسدت هذه الليلة بصوتك المؤذي لأذناي حتى الشاي خاصتي قد برد ! ]

..

في ناحية شيرل كانت خشيته على ليام هي ما تلاحقه منذُ ذهابه ، يفكر فيما قاله أثناء طريقه الى منزله ، كان يعيشُ في شقةٍ متواضعه وحيداً كذلك دون أي شخصٍ آخر يُشاركه حتى رأى شخصاً يقفُ امام شقتهِ ربما كان ينتظره ..

على الرغم من انه لا يعرف سوى ليام

أقترب منهُ بهدوءٍ وهو يمررُ يده على خصلات شعره الحمراء متسائلاً "عن أذنك .. من انت ؟ وما الذي تفعله امام منزلي ؟"

رمقه بطرف عينه في صمتٍ ، إلتفت ببطءٍ "أدخلني ، هناك سنتحدث" تفاجئ قليلاً من طلبه هذا وضاقت عينيه فمالذي سيحصل ان أدخله ؟ لكن من الوقاحة ان يجعله ينتظر في الخارج وسيؤثر على سمعته بعض الشيء فإذ بدأ الناس يحدقون فيهما ..

قدم إليه كوباً من الماء وجلس على الأريكة "إذاً ؟" زفر بتململ وأخذ الكوب في يدهِ مرتشفاً القليل منه قبل ان يباشر الحديث "بصراحة لا أعلم ، قادتني خطواتي الى هنا بلا وجهه .."

احتدت مقلتيه وادرك الذي أمامه بأنه لا يصدق سببه هذا فإبتسم بسخرية "ماذا يسعني ان اقول إذاً إن لم يكفيك سببي هذا ؟"

- "انت لا تبدو كشخصٍ من الحي بالإضافة الى اني اشك برغبتك في الحصول على شقة ، كان بإمكانك الذهاب الى المدير أو المسؤول عن الشقق السكنية وتطلب منه لكن بدلاً من ذلك إخترت الإنتظار امام شقتي تحديداً .. أيُ معارضة ؟"

ابتسم مجدداً بنبرة ساخره قائلاً "بربك يا رجل ، أعلي ان أقول بأني تائه ! هذا محرج قليلاً !" اتسعت مقلتيه ووضع يدهُ على ذقنه "حقاً ؟"

أبعد وجهه نافخاً وجنتيه ثم مخرجاً الهواء بنفاذ صبر "لا زلت تشك بي بعد كل هذا ! اريد فقط ان تخبرني عن مكانٍ ما أود الوصول إليه لكني لا أملك أيُ طرقٍ قد تقودني لهناك ، طرقت سلفاً أبواب الشقق الآخرى لكن أنتهى بهم يطردونني كقطٍ صغير ضال ! فوقفت هنا انتظرك لأن تكون فرصتي الآخيرة لإيجاد وجهتي .."

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن