مر بعضٌ من الوقت ورحل ميغان بهدوءٍ موزعاً ابتسامات خافته لأوليفر عند ذهابه، بقي وحده في الغرفة يحدقُ بشرودٍ الى أركانها، رفع بيدهِ وقام بالتحديق لها دون سببٍ واضح مُحدثاً نفسه [ لقد .. اخرجت ما كنتُ احاول بجهدٍ عدم اخراجه .. ربما فعلُ ذلك جعلني اشعر بالراحة قليلاً، كأنما السُحب العالقة في فؤادي قد اضمحلت بعد بقائها لوقتٍ طويل ..] ارتسمت ابتسامه شخصٍ شعر بالإرتياح بعد حرمانهِ منها ..نظر الى العكاز واحس بإنه قد يكون قادراً هذه المرة على ان يقف، امسك بهِ وانزل اقدامه بترويٍ على الأرض لكنه لم يشعر بالألم كما اعتاد، الى ان حاول ان يستقيم واستطاع فعل ذلك ! اتسعت ابتسامته تدريجياً وجرب ان يسير رغم بطء خطواته كرجلٍ طاعنٍ في السن الا انه قدر ان يمشي اخيراً ارتدى رداءً ذات لونٍ رمادي وكان ثقيلاً بعض الشيء كي يدفئه وليجرب الخروج من هذه البقعة التي قام بحفظها عن ظهر قلب
ذهب تلقائياً نحو الحديقة التي وضعت لأجل الترويح قليلاً عن المرضى، نافورة كالعادة تنتصفها مع عدة كراسٍ مصنوعةٍ من الحجر بالقربِ منها، الكثير من الأزهار كالريحان والنرجس والياسمين هنا وهناك والتي تم الاعتناء بها جيداً مع العديد من الأشجار كذلك .. رغم صغر حجم الحديقة الا انها كانت حقاً منعشة، انتشرت رائحة عبقِ الزهور في الأرجاء وكذلك بعضٌ من زهور الهندباء المتطايرة ..
ابتسم واقترب من احدى الكراسي ليجلس عليها، كان ساكناً ومكتفياً بتأمل المكان في كل تفاصيله ولإفتقاده الشعور بالعالم الخارجي بعد مدة ، الى ان سمع سقوط بعضٍ من الأغراض والقى نظرةً خاطفة على من الذي اوقعها ليجد بإنها ري والدهشه تعتري ملامحها ..
اردف باندهاشٍ من تعابيرها كما لو انها رأت شبحاً "ما بكِ منبهرة هكذا ؟" ادركت ما كانت تقوم بفعله وقامت بجمع الأغراض المتناثرة على عجلة ثم اقتربت منه وجلست بقربه بينما تتفحصه بنظراتها لتنطق بصوتٍ يعبر عن مدى تعجبها "انت .. تستطيع المشي ؟"
عقد حاجبيه وكتف بذراعيه مع استياء بسيط "ماذا ، أتظنين بإني خسرتُ قدمي او ما شابه ؟ على جثتي لن يقوموا ببترها حتى لو لم تعد لها فائدة"
ليدرك حينها ملامحها التي تحولت من دهشه الى عينين تفيضُ من الدموع والحزن .. الذي ربما كان تعبيراً عن سعادتها في تلك اللحظة ؟ كانت تُضيء كالنجوم في المجرات التي تحومُ في سمائها، هذا ما ادهشه بشده وجعله يفتح ثغره دون ان يعلم ماذا يقول .. ليلمح لحظتها شخصاً خارجاً من بوابة المستشفى ليقوم بتغطيتها بدون ان يشعر بردائه ..
اردف مع ليونة جانبه وبدى رقيقاً في سؤاله وحيرةٍ مرتسمة في عينيه "لماذا تبكين ؟ لقد قمتُ بتغطيتكِ بردائي كي لا يراكِ احد تذرفين الدموع سواي .."
أنت تقرأ
ليالي قرمزية | crimson nights
Mystery / Thrillerفي ليلة فقط ، قررت بدء هذا كله .. إرتديت قناعاً خلف قناع معتمداً على قناعتي وقراراتي الخاصة ، حتى عضيتُ أصابع الندم لإني لم أصغِ لصوتي الداخلي، الرجل القرمزي لم يكن سوى لقبٍ مُخادع لإرضاءِ ذاتي فحسب. -بدأت 14 أغسطس 2022