دخل آيدن إلى غرفةِ الطوارئ للحالات المستعجلةِ بينما نيلون كان في الخارج يستنشقُ إحدى سيجارتهِ كالعادة ، لاحظ إقتراب شخصٍ منه فإذا هو أوليفر ، تنهدَ نيلون مبتسماً وكان يضعُ يدهُ بجيبهِ "لقد أتيت بالموعد ، تعالَ معي" مشى بجانبهِ وكان ينظرُ له بطرفِ عينهِ فتنهد وتبعهُ بقلةِ حيلة ، لم يسأل عن اي شيء.
— بعد مرورِ ساعةٍ من الآن —
وصلوا إلى مكانٍ مهجور بمنتصف الغابات البعيدةِ عن المُدن وضجيجها ، توقف نيلون فتوقف أوليفر خلفه ، إلتفتَ ونظر لهُ بإبتسامة بينما نظراتهُ كانت جادةً تماماً "لقد إستدرجتني إلى هنا ولم تبوحَ بأي شيءٍ بعد ، إختصر وقتي وأخبرني ماذا تريد مني ؟" وجد نيلون كرسياً فأرخى نفسهُ عليهِ وقامَ بوضعِ قدمهِ اليمنى على اليُسرى ويستنشقُ بعضاً من سيجارتهِ "اليوم أريده يوماً مسالماً إلى أبعد حد ، انا لستُ مجرماً وانت لست محققاً يتعقبني ، مجردُ غريبين صدف وأن تقابلا"
تنهدَ وجلسَ بقربهِ وأخرج سيجارتهُ بالمثل "لقد علمتُ بإنك لم تكن المصاب وإنما هو روميو" إبتسم "هل أخبرك ؟" زفر الدخانَ وحدقَ بهِ "لا ، لماذا برأيك أعملُ محققاً ؟ هذا الأمر حتى الهواةُ في التحقيق يعرفونه" أطلق تنهيدةً وقامت مُقلتيهِ النيليةِ باللمعان "لطالما أردتُ سؤالك منذُ لقائنا ذلك اليوم .. لماذا تستمرُ بمُطاردتي والتخلص من كل شخصٍ أعرفه ؟" نطق ساخراً "ألم تقل بأننا اليوم مجرد غريبين ؟" ضحك "نسيتُ ذلك ، دعنا نتجاهل السؤال إذاً"
حدقَ نحو الأعلى ، فقد كانت سماءُ الدُجى دائماً هي ملجئه والمكان المفُضل إليه للهروب من كثرةِ التفكير .. إبتسم "ظننتُ بأنك تكرهني" إتسعت مُقلتيهِ ثم أزاح بناظريهِ عنه "لم أقل بأني أكرهك أيضاً .. وظيفتكَ هي محققٌ ورغبتك إلقاء القبض على من يفسدون هذا العالم لذلك لا سبب وجيه لدي لكرهك" حدقَ في عينيهِ ثم إبتسم وأخذ يستنشقُ سيجارته "إذا كنت تكره الجُرم فلماذا أجرمت في نفسك ؟" زفر الدُخان ونظر نحوهُ بمقلتيهِ النيليةِ "لا أحب قول هذا لكن لم يكن لدي خيارٌ آخر"
- "ستستمر ؟"
- "بصراحةٍ أخططُ لـ .."
ضاقت عينيهِ وتنهد "لا ، أعتذر إنسى ما قلته .. رغم ذلك سأستمر" زفرَ وعاود التحديقَ للسماء "حسناً ، لم أسمع شيئاً لكني سأقومُ بملاحقتك" حدقَ ببلاهةٍ نحوه "لمَ لا تمسكني الآن ؟" قهقه ثم أغلق مقلتيهِ مبتسماً "أريد الإستمتاع برؤية نهاية هذه الطريق التي قررت إتباعها ، وماهية العواقب التي ستتلقاها" إستضحك "أوه حقاً ؟ سأنتظر ردة فعلك إذاً ~" "لا عليك سأكون بقربك ذلك الحين" ليبتسم "شكراً على إنقاذك له ، ما كنتُ لأعلم ماذا سأفعل إن حدث لهُ مكروه"
إبتهجَ نيلون بعينيهِ التي أخذت تلمعُِ سعادةً "لا داعٍ لشكري ، فهو صديقي كذلك" تعجبَ "منذُ متى ؟" نظرَ لهُ بسخريةٍ "أهذا ما يهُمك ؟"
أنت تقرأ
ليالي قرمزية | crimson nights
Misteri / Thrillerفي ليلة فقط ، قررت بدء هذا كله .. إرتديت قناعاً خلف قناع معتمداً على قناعتي وقراراتي الخاصة ، حتى عضيتُ أصابع الندم لإني لم أصغِ لصوتي الداخلي، الرجل القرمزي لم يكن سوى لقبٍ مُخادع لإرضاءِ ذاتي فحسب. -بدأت 14 أغسطس 2022