مُبتغى | 15

7 3 0
                                    

ظلت تهزهُ برفقٍ بين ذراعيها رغم كونه صامتاً ولم يهتف بأي حرفٍ او يبكي كبقية الأطفال ، إكتفى بالتحديق بنظراته المُنذهله لوالدتهِ التي كانت تبادلهُ النظرات الهادئه وتحاول تمالك بعضٍ من دموعها الا تنهمر قطبت حاجبيها ودفنت رأسها في حضن طفلها "أنى لهُ الا يأتِ بعد كل هذا ؟"

بدأت رموشها بالأهتزاز مُظهرةً كونها ترتجفُ "انا آسفه يا جيون .. حاولتُ .. أقسمُ لك بإني حاولت .." تساقطت الدموع واحدةٌ تلو الآخرى أشبهَ بإنهمار الغيث على هذه الأرض لكن هذه المرة كانت اكثر حُزناً عن سابقيها

ففي قلبها تشكلت الغيوم كالعواصف في البحر ولم تعد تسطيع المقاومة فقد أصبحت غريقاً يطلبُ النجاة .. تعالَ صوتُ نحيبها مما أدهش جيون فقد بدأت والدتهُ قويةً دوماً في نظره .. مالذي جعلها تصبحُ بهذا الضعف ؟ كيف لها بإن تذبل بعد ان صمدت مع كل عواصفها ؟

للحظة بادلها جيون ذرف الدموع رغم كونه يملك الكثير من التساؤلات ، لا يزال في المهد لم يستطع التحدث سوى بالبكاء ، ذلك المنزل الذي لا طالما كان دافئاً أصبح كموجٍ من قطيعِ الشتاء يطلبُ النجدة فإنهُ على وشكِ التجمد

أنها تبتغي وجوده بقربهما ، تبتغي كتفاً تسندُ رأسها المُثقلَ بالهموم عليهِ ..
____________

عندها فُتح باب الشقة بهدوء ، مسحت الدموع التي ملئت جفنيها وإستقامت ريثما تحملُ جيون في حضنها "يبدو بإن والدك قد عاد" سمعت صوتهُ وهو ينادي عليها من بعيد "ميلي ؟ .. هل لا تزالين في الغرفة ؟" ترددت كيف ستتحدث معه مرةً آخرى

والاسوء من هذا كله لم ترد ان يرى هو بالذات من بين العالم كله وجهها المُهلك وعينيها المنتفخه من كثر البكاء ، تنهدت وفتحت باب الغرفة وأطلت للواقف أمامها

إتسعت مقلتيها فوراً وأبعدت بجيون ليدها اليمنى وقامت بإحتضانهِ بقوة وهي تحدقُ بغضبٍ عارمٍ له "من انت ؟ ، اين هو نيلون ؟! وكيف إستطعت تقليد نبرة صوته !" إبتسم "أيعقلُ بإنكِ لم تتعرفي علي بعد ؟" أزاح بالنظاره والقبعة التي كانا يرتديهما

لحظتها لم تعد تعرف كيف تصف دهشتها فنطقت بنبرة إمتلكها الحقد "أورو .. يبدو وان طريقة إقتحامك هذه للمنزل بإنك لم تأتِ لأمرٍ ودي البتة .." إبتسم بينما يكبت ضحكاته "من الجيد انكِ تعرفين ذلك ، هذا سيختصرُ الكثير" عقدت حاجبيها وإحتضنت جيون "أخبرني ما تريد ولا تقحم جيون في هذه الأمور"

كان لا يزالُ محافظاً على إبتسامتهِ أثناء إقترابهِ منها "يالهذه الأم المُحبه لطفلها ~ لا عليك ، أوامري تخصُ الإعتناء بأمركِ فحسب ، عزيزتي ميليشيا او كما أقول في السابق .. العميلة السابقة لدينا إيڤ" إبتسمت بإضطراب "هه ، على ما أذُكر كنتُ قد إعتزلتُ قبل أن تنضمَ انت للمنظمة"

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن