ليالي قرمزية | crimson nights

معزوفة الإنتقام الآخيرة (2) | 30

كان يقفُ في الخارج متأملاً المارة وهم يعبرون بسلامٍ الطُرق ، حيث بعضهم استخدم اقدامه والآخر السيارات للعبور ، منظرهم كان أقرب الى عدة مثابرين يحاولون الوصول لأعظم جائزة في الحياة او هذا ما كان في منظوره في الحياة ، أطلق تنهيدةً وأخرج عود ثقاب حتى يشعل ما في يدهِ من سيجارة ، قام باستنشاقها ثم نفثها بانفاسهِ بعيداً مُعيداً الطلة على بقية السائرين ..

أتاه نداءٌ ما قادمٌ من الداخل "شيرل ، الى متى تنوي البقاء في الخارج ؟" تتهد وأمال رأسه ببطءٍ ليحدق اليها فإذا بها كانت "اوه ، هذه انتِ .. ديليا"

كتفت بذراعيها بامتعاض "كف عن مناداتي باسمي ، من المفترض بإني أؤدي دور والدتك"

_ "لا معنى لذلك منذُ رحيله ، اذهبي واستمتعي في حياتك فلا تزالين شابه على غراره"

_ "لو انه كان انت فحسب لأستطعت تركك بسهوله ، لكني لا استطيع التخلي عن أورو ولو اخذته معي فهو لن يرضى بفكرة عدم ذهابك معنا"

ارتسمت ابتسامه جانبيه على وجهه "أورو ياله من شقيقٍ لطيف حقاً" عقدت حاجبيها وزفرت بانزعاج "لا تستغل طيبته في أفعالك السيئة ، ايضاً توقف عن التدخين فأنت لست ببالغ حتى"

زفر في غيضٍ ورمى سيجارته على الأرض وقام بدهسها ثم التحديق لها "من قال بإني أقوم بإستغلاله ؟ ايضاً يا ديـ .."

_ "امي"
_ "ها ؟"

كتفت بذراعيها مُبعدةً بناظريها عنه "نادني بامي"
اتسعت عينيه واردف بنبرة بدت خافته "امي"

ابتسمت ، لكن هنالك شعور بسيط من التورد الذي اجتاحه ، اكمل كلامه باسترسال "اين كنت في حديثي ؟ آه .. عندما أوشكت على اخبارك ، أني لستُ كما تعتقدين"

تنهدت وارادت ان تعود ادراجها لكنها اجابت قبل ان تدخل "لقد صححت هذه الفكرة منذُ زمن طويل بالفعل يا فتى ، تصرفاتي كانت بدون اي معنى والآن اريد ان اقوم بتعديلها كذلك ، انا حقاً اشعر بالأسف .. هل تسامحني هل ما بدر مني في الماضي ؟"

ضاقت عينيه قليلاً ثم حاول الإبتسام بتكلفٍ "لا يوجد لدي اي سبب يجعلني غير قادرٍ على مسامحتكِ ، لكن شكراً .. على اعتذارك" تظاهرت بالإبتسام ايضاً مع علمها الكامل بإنه حقاً لا يستطيع مسامحتها ، على الأقل ليس الآن ..

عاد الى الداخل وجلس كلاهما على مائدة الطعام باستثناء ديليا التي اعتذرت واتجهت نحو عملها الليلي ، مرت فترة على آخر مره تحدث فيها مع أورو وهذا ما جعله يشعر بالغرابة بعض الشيء في هذا اليوم تحديداً ..

الى ان قامت مداهمة بسيطة في منزلهم حيثُ ظهر عدةُ رجالٍ مجتمعين ، كان الموقف مألوفاً .. كان المنظر ذاته الذي رآه في طفولته ، استقام أورو بارتباك من مجيء كل هذا العدد لكن ما أثار ريبته بأنهم لم يستهدفوا سوى شيرل ..