— عند نيلون وآيدن —
كانوا متجهين سلفاً إلى القصر الذي كان وحده بين الغابات ، قصرٌ كبيرٌ جداً مستهدفين به ضحيتهم التالية {روميو روبنتن} ..
لحظةَ وصولهم دُهش نيلون من كبر حجمهِ فقد كان أضعافاً مضاعفةً من شقته مع زوجته ميليشيا ولم يكن آيدن أقل دهشةً منه لينطق "يبدو بأن مالك هذا القصر لرجلٌ غنيٌ جداً .." أومئ نيلون ليضيف آيدن "لمَ رجلٌ مثله يعيشُ منعزلاً عن البشر ؟" قطب نيلون حاجبيهِ وتنهد محدقاً لتفاصيل ذلك القصر "ربما لأنه قد كره كونه منهم ؟ وأن حال هذا المجتمع لن يتغير .."
يخرجُ سيجارتهُ ويقوم بإشعالها ، إستنشقها واكمل "الأنانية والسخرية من الآخرين ، الحسد والغيضة ، الغضب والإشمئزاز ، الغيبة والنميمة ، تشويه السمعة والإستنكار ، التعالي والتكبر ، عدم تقبل النصائح والمقارنة الدائمة بينهم ، النقد الهادم والتحطيم المستمر .." زفرها وضاقت مقلتيهِ "كل هذا وأكثر يتواجد في مجتمع البشر الذي نعيش به ، هذه كانت ولا زالت حالنا للأبد .."
قطب آيدن حاجبيه ونظر للقصر مجدداً "يبدو بإن العالم لم يكن رحيماً معك" إبتسم "ولن يكون" نزل من السيارة وأخرج السلاح الذي سيستعمله وهي إبره سامة بينما الأخر أحضر بندقيتهُ وعندما لاحظها تحدث "أيوجد عازلٌ للصوت بها ؟" حملقَ نحوه "لا ، ولا أظن بأني سأحتاجه بمثل هذا المكان المعزول" تنهد "معك وجهه نظر" ..
بدؤا بالسير ببطءٍ بين الأزهار في الحديقة التي بالمنتصف ، المكان كان فارغاً تماماً لكنهم إستطاعوا إستشعار جميع الذكريات الجميلة التي كانت به .. الزهور تم الإعتناء بها جيداً والنافورة لا تزال جديدة ولم يتم إهمالهم يوماً رغم ان المكان لا يوحي بأنه هنالك الكثير من الأشخاص فيه ..
تساءل نيلون [ما سبب إستهدافهم هذا الشخص لأول مرةٍ ينتابني بعض الفضول ناحيته ..] إقتحموا المنزل محاولين عدم إصدار اي صوت .. كان فارغاً تماماً يخلوا من أي أشخاص .. إقترب آيدن "بالمناسبة .. أنواره لم تكن مضاءه ، أمتأكدٌ بوجود أي حياةٍ هنا ؟يبدو المكان ميتاً بالنسبةِ لي من الداخل"
وضع مسدسهُ في جيبه وحدقَ بطرفِ عينيهِ إليه "لن يعطينا الرئيس أوامراً خاطئة ، لذلك يجب أن يتواجد شخصٌ هنا" بدأ يسير آيدن بكل أريحيه "في جميع المنازل والقصور التي إقتحمتها ، كانت جميعها تشترك بشيءٍ واحد وهي أنها تبعثُ بالحياة ، وجود الخدم الكُثر وأفراد العائلة .." عقد حاجبيهِ "أتريد تصعيب المهمةِ أكثر ممَّ هي عليه ؟ أفضل الذهاب لمنازلٍ بالكاد يصل أفراد عائلتهم إلى أربع بإسثناء الخدم" تنهد "كفانا ثرثرةً ، علينا إيجاده"
فوراً طرى شيءٌ على مسامعِ نيلون وإلتفت نحو غرفةٍ في نهايةِ الممر الذي سبقهُ درج حلزوني .. أخرج مسدسهُ وبدأ بالسير مسترسلاً وخلفه مباشرةً آيدن والإضطراب بدأ يقتربُ شيئاً فشيئاً إلى قلبهِ ضاقت مقلتيهِ ولحظتها ظهر رجلٌ من بين أعماق الظُلمة ، توسعت عينيه بشدةٍ عندما تعرف عليهِ .. وجهه كان مألوفاً ويعرفه حق المعرفة ..
أنت تقرأ
ليالي قرمزية | crimson nights
Mystery / Thrillerفي ليلة فقط ، قررت بدء هذا كله .. إرتديت قناعاً خلف قناع معتمداً على قناعتي وقراراتي الخاصة ، حتى عضيتُ أصابع الندم لإني لم أصغِ لصوتي الداخلي، الرجل القرمزي لم يكن سوى لقبٍ مُخادع لإرضاءِ ذاتي فحسب. -بدأت 14 أغسطس 2022