رسائل منسية .. | 46

18 1 0
                                    


فتح نيلون الرسالة، لتتسع عينيهِ فوراً حينما رأى الإسم اعلاه، كـ .. كونراد ؟! الكثير من الأسئلة التي راودته، من ضمنها، كيف عثر على رقمه ! ولا ننسَ بأن تواصلهما شبهُ معدوم، ليس من العادةً ان يقوم بمراسلته، مما جعلهُ يبتلعُ ريقه ثم يطلع على الرسالة ذاتها، قرأها وحيثُ كان محتواها [ أريدُ مقابلتك في مكتبي، بأسرع وقت ممكن .. ]

ضاقت عينيهِ النيلية، بعثر خصلاتهِ الشقراء واشاح النظر بعيداً عن هاتفه، قبل ان يعود لتأمل شاشته، ما الذي ينبغي عليه ان يرد؟ بدأت أنامله بملامستها ومحاولة إيجاد الرد الأنسب، ليرد بموافقته في النهاية، القلق هو من يتسلقُ قلبه، فماذا عساه يمكن ان يكون؟ لا سيما وانه لم ينفذ أياً من طلباتهم طوال هذه السنوات، هل آتى الوقت الذي سينهون فيه حياته؟

شعر بشخصٍ ما يسحبُ قميصه، نظر اليه فإذا به جيون، ابتسم وأعاد هاتفه الى جيبه، ثم نزل الى مستواه "ما بك، جيون؟" احمرت وجنتيه قليلاً، اشاح ببصره وهمس بشيء، لكن لم يستطع سماعه فأغمض عينيه مبتسماً "كرر ذلك مجدداً، لم أقدر على سماعك !" احمرت وجنتيه اكثر وقام بوضع يديه وراء ظهره "اريد .. ان تلعب معي .."

لمعت عيني نيلون بعدما فتحهما ثم رفعهُ عالياً بابتسامه واسعه شقت طريقها على ثغره "ولمَ كل هذا الخجل ! بالطبع، سأفعل ذلك طالما انك تريد !" سُعد جيون وظهر بريقٌ من البهجة في عينيهِ "حـ .. حقاً؟! ألن .. تذهب لأي مكان آخر ..؟ كما هي عادتك .." تلاشت الإبتسامة تدريجياً حينما قال هذا، حيثُ ضاقت عينيهِ بإستياء واضح، رفع حاجبيه من الدهشه وابتسم بدفء مُجيباً "لا، لأصدقك القول، لدي عمل، من المفترض ان أذهب اليه الآن، لكني سأبقى معك، لبرهه .."

عادت الابتسامة لوجهه مجدداً، فيقومُ بمعانقتهِ فوراً مع ضحكات خافته وفي آن ذاته، كانت لطيفةً ومُبهجه، يبدو بأنه كان يرغبُ حقاً بأن يبقَ والده معه، ولو انه لبعضٍ من الوقت، الا ان هذا كافٍ لجعله سعيداً ..

كانا في غرفة المعيشة، عندما أخرج جيون بعضاً من العابه، وقام بإستعراضها امام نيلون، قائلاً بمرح وهو يشيرُ على كل حدى "هؤلاء لوس، أوليف، رومي، ماث، ميل ونيل !"

-"همم، هؤلاء جميعهم اسماء لألعابك؟ من الذين تفضلهم؟"

امسك لعبتين تحديداً وإحتضنهما بابتسامه "ميل ونيل !" بريقٌ ظهر بعيني نيلون قبل ان يتبسم بدفء [ كم انت واضح يا جيون، بهذه الأسماء.. يعني لويس، أوليفر، روميو وماثيو، بالإضافة الينا نحن .. والمُفضلين اليه ايضاً، ياللطافة ! ] ادرك لحظتها شيئاً ما لتزداد ابتسامتهُ دفئاً، فاللعبة التي اسماها 'نيل' كانت أول هدية من نيلون الى جيون ..

بعثر نيلون خصلاتِ جيون والذي كان مُركزاً بالعابه ثم رفع رأسه كي ينظر اليه ويتبسم بحماسة "ابي، العب معي !" قام بإعطاءه لعبته المُسماة بـ نيل وأخذ هو ميل، فقط .. الى اي مدى هو ظريف بمجرد فعله بسيطه كهذه؟ هذا ما كان يدور بعقل نيلون أثناء ملاعبتهِ له، الى ان سمعوا خطوات شخص ما يسيرُ في الممر، علم نيلون جيداً بأنها ميلي، وكان هذا اكيداً عندما دخلت عليهما وهي تفركُ عينها اليُمنى وتتثاوب "يا الهي، متى عدتما؟"

ليالي قرمزية | crimson nightsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن