هذا الصّباحُ صباحٌ سيِّءٌ إلى حدٍّ غيرِ معقول ؛
لم أجد في المنزلِ صالحاً للاستهلاكِ عدا القهوة ، كما لم أجد شريكاتِ سكني فيه ، لا أعرفُ أين ذهبن ، و أظنُّ أنَّهنَّ ما عدن بعد ، فأنا مستيقظةٌ منذُ السّادسةِ أدرس.
لم أكن قَدْ أتمَمْتُ دراسةَ ما قُرِّرَ في امتحانِ اليوم ، و أخيراً ، كنزتي البيضاءُ الوحيدةُ أصابَها فنجانُ قهوةٍ طائش ، و اضطررْتُ لغسلِ مكانِ البقعةِ على استعجالٍ علّي لا أتأخّر.
و لسعدِ حظّي ، الكهرباءُ في المسكنِ مُعطَّلةٌ منذُ يومِ أمس ، و لا طريقةً سريعةً لكي أجفِّفُ الكنزةَ ، ليسَ أمامي غيرُ واحدٍ من اثنين ، إمّا أن أذهبَ بها إلى الجامعةِ مُبتلّة ، أو أن أجفِّفَها بوساطةِ الشّمس.
الحلُّ الثّاني أقلُّ مصاباً ، لكنَّه صعبٌ بعضَ الشّيء ، فنحنُ نسكنُ في القبو ، و ليس أمامي إلّا الاستعانةُ بسطحِ البناء.
حملْتُ الكنزةَ و صعَدْتُ الدّرجاتِ إلى أعلى ببطءٍ لئلّا أتعب ، و حالَما وصلْت ، علَّقْتُها بحبلٍ في الشّمسِ و جلسْتُ أنتظرُ أن تجفّ ، ما تزالُ أمامي ساعةٌ واحدة ، لذا لا مشكلة.
شردَ ذهني و غابَ يطيرُ برفقةِ العصافير و الغيوم ، زرقةُ السّماءِ تمنحُني راحةً لا تُوصَف ، السّماءُ تعجُّ بالألوانِ و الضّيوف ، و يتبدَّلُ بها الطّقسُ و تمرُّ عليها الفصول ، لكنَّها في كلِّ حالاتِها تظلُّ السّماء ، التّي أنظرُ إليها وقتَ الضّعفِ و وقتَ القوّة ، التّي أرى فيها راحةَ همومِي ، و حضنَ فرحَتِي ، و التّي تجتذبُني في صفاءِ بالي و في تعكُّرِه.
أُخِذْتُ بحلاوةِ المنظرِ فرُحْتُ أدندنُ بغيرِ وعيي ، و بعدَ لحظاتٍ توقَّفْت ، إذ سمعْتُ صوتَ خطواتٍ في الرّدهةِ يعلو و يشتدّ.
نهَضْتُ مستعجلةً أجيءُ بكنزَتِي رغبةً في أخذِها و الهربِ إذا ما حلَّ أحدٌ ما ، أخافُ أن يزعجَ حضورِي أيّاً كانَ ، و لذا أتمنّى ألّا يأتي أحدٌ و لا أُحرَج بالتّبريراتِ و الأحاديث.
سكنَ صوتُ الخطوِ حالَما وقفْت ، أكانَ الصّوتُ مجرَّدَ تهيُّؤاتٍ ما فهمتُها إذ كُنْتُ أدندن؟ لا أعلم ، لم قد لا يكون؟
تساءلْتُ ، ثمَّ جَلَسْتُ مجدّداً من بعدِ دقائق تجمَّدَ فيها الهواءُ و طمأنَ بالي ، و بعدَ ثوانٍ استطعْت أن أطلقَ صوتِي.
رحتُ أغنِّي بصوتٍ منخفضٍ ارتفعَ بعضَ الشَّيءِ بمرورِ الوقت ، الكلماتُ رقيقةٌ جدّاً ، تلخِّصُ حبَّ أمنياتِي ، الذّي ما حَصَلْتُ على مثيلٍ له"Cause all of me loves all of you
Love your curves and all your edges
All your perfect imperfections
Give your all to me
I'll give my all to you
You're my end and my beginning
Even when I lose I'm winning
Cause I'll give you all of me
And you give me all of you"'لأنَّ كُلِّ ما فيّ ، يُحِبُّ كلَّ ما فيك ، أحبُّ انحناءاتِك و حوافك ، أحبُّ كلَّ عيوبِك المثاليّة ،
امنحني كلَّك و سوف أمنحُك كلِّي ، أنتَ نهايتي و بدايتي ، حتّى يوم أخسرُ فأنا أربح ، لأنَّني سأمنحك كلِّي ، و سوفَ تمنحني كلَّك'
قلبِي يتراقصُ بالتّناغُمِ مع صوتِي ، و روحِي تنتعش ، كأنَّ الغناءَ حياةٌ أُخرى ، أوهَبُ هي للحظاتٍ بسيطة ، لأتناسى في خضمِّ سحرِها كلَّ ما أقاسيه ، لأتناسى كيفَ يكونُ الحزنُ و لماذا يتواجد ، و كأنَّها تعويذةٌ عظمى ، لكن حقيقيّة
أنت تقرأ
نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغ
Fanfictionأستطيعُ التّعرُّفَ إلى نغماتِ الحنانِ في صوتِكِ ، أو لنَقُل ، صوتُكِ هذا بحدِّ ذاتِه بعثَ في قلبِي إحساساً ما.. إحساساً بخيرٍ قادم و لذا جئتُكِ ، مفعماً بمشاعر تغلغلَتْ في جذورِ نغماتِكِ ، و أنبتتْها نضرةً حلوة ، مثلكِ تماماً تقولُ هذا و كأنَّ صوتِي...