_"لونا! لولا! هيّا عزيزتاي طلعَ الصّباح!"
بدأتُ أفتحُ عينيَّ بتثمّلٍ ما إن مرَّ إلى مسمعي نداءُ أُمّي من خارجِ الغرفة ، أمزّقُ نوماً لا أدركُ إن كانَ قَدْ نُسِجَ بعدُ أو لم يفعل ، فقَدْ قضيتُ معظمَ وقتِه أبادلُ هيسونغ الأحاديثَ تحتَ الأغطيةِ خفيةً عن آذانِ لولا المتنصّتة ، و ما تبقّى منه أنسجُ أحاديثَ إضافيّةً أضِلُّ عن طريقِها بالي المُنشغِلَ بمشاكلَ لا حلَّ لها ، لا أذكرُ متى حلَّ الفاصلُ بين المحادثتين أصلاً ، و لا أذكرُ كثيراً ممّا قيل ، كلُّ أحاديثِنا كانَتْ يوميّةً عاديّةً ربّما بلا قيمةٍ لو شاركَني فيها غيرُه ، لكنَّها و معه ، كانَتْ تستمرُّ و تستمرُّ و تولَدُ من جديد ، و كأنَّها أجملُ أحاديثِ الأرضِ و أكثرُها رقّة ، أودُّ العودةَ إليه.. أكادُ لا أطيقُ صبراً..
_"لونا لونا ، أُمّي تنادي علينا"
خُضَّتِ الوسادةُ أسفلَ رأسي المُتعبِ المُثقَلِ بنتائجِ السّهر ، فأقمتُه بعضَ الشّيءِ أعاينُ أسبابَ الحراكِ فيما حولي ، تلك لولا تحاولُ إيقاظي من بعدِ محاولةِ والدتي الصغيرةِ التّي ستُدعَّمُ بواحدةٍ كبيرةٍ قريباً ، و يبدو أنَّ لديها خطيراً تحتَ لسانِه ، و إلّا لما أفاقَتْ قبلي
_"صباحُ الخير"
لم تجبني ، فرحتُ أتثاءبُ و أتمطّطُ بعيداً منها ؛ ما يزالُ وقتُ الشّروقِ يحملُ بعضَ النّسماتِ اللّيليّةِ الباردةِ إلى جسدي مرتفعِ الحرارة ، و لم يتدفّأ بنورِ الشّمسِ بعد ، ربّما لن يفعلَ اليوم ، فجوُّ البارحةِ كانَ رطباً عاصفاً.
اعتدلتُ بتريّثٍ شديدٍ أشحذُ قوى جسدي المُنهَك ، لا أعلمُ ما السّببُ بصراحة ، لكنَّني أشعرُ كما لو أنّني استُبدِلتُ البارحةَ بشابّةٍ أُخرى ليس فيها منّي شيء ، هذه أفعالُ اليأسِ و تراكماتِ الخذلان ، أنا واثقة.
نظرتُ إلى لولا مُجدّداً ، و إذ بها ما تزالُ على حالِها السّابقة ، واقفةً بصمتٍ أمامَ سريري ، و تحدّقُ في الأرضِ و كأنّما تخفي ما هو ذنبٌ أو معيب_"ما الأمرُ يا لولا؟"
_"قبل أن تأتي أُمّي.. لديّ سؤالٌ واحدٌ فقط.."
_"اسألي ما تريدين يا آنسة"
ضربتُ على يدِها بقصدِ التّشجيع ، فأخفضَتْ عينيها من جديدٍ ليس و كأنّي فعلت ، بل و كأنّني قصدتُ إسكاتَها.
لا أدري لو كانَتْ تخفي ذنباً أو معلومةً مُرعِبة ، و لم أفكّر في الأمر ، وجدتُ عقلي و حسبُ يقفزُ في مخاوفِه إلى موقعِ أبي و سيباستيان في هذه اللّحظة ، أرجو أن يكونَ ما تخفيه خيراً_"أخبريني ، أهناك أيُّ شيء؟"
_"لا لا.. أريدُ أن أسألَكِ و حسب ، هل ماريّا التّي ذكرتماها.. أعني.. أهي شقراء و طويلة؟"
أنت تقرأ
نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغ
Fanfictionأستطيعُ التّعرُّفَ إلى نغماتِ الحنانِ في صوتِكِ ، أو لنَقُل ، صوتُكِ هذا بحدِّ ذاتِه بعثَ في قلبِي إحساساً ما.. إحساساً بخيرٍ قادم و لذا جئتُكِ ، مفعماً بمشاعر تغلغلَتْ في جذورِ نغماتِكِ ، و أنبتتْها نضرةً حلوة ، مثلكِ تماماً تقولُ هذا و كأنَّ صوتِي...