_"ما رأيُكِ؟"
لوّحَتْ لي لولا كثيراً في أثناءِ حديثِها لكي أنتبهَ و أصغي لما تقول ، و أنا قضيْتُ الوقتَ أهزُّ برأسي و أنظرُ في وجهِها كالخرقاء ، كُنّا نجلسُ فوقَ سريرِها مُذْ جئنا إلى الغرفةِ لكي تناقشَني في شيءٍ ما قبلما أغنّي لها ، في الواقعِ لم أنتبه أبداً لهذا الشّيءِ و على الرَّغمِ من كثرةِ و فعاليّةِ حركاتِ راويتِه ، فقَدْ استغرقْتُ في عشوائيّةِ أفكاري إلى حدِّ لم أعد أركّزُ في أيٍّ ممّا حولي ، لا أذكرُ حتّى كيف بدأَ وفودُ هذه الأفكارِ إلى رأسي ، و لا أذكرُ منها نصفَها ، أذكرُ و حسبُ أنَّ ذهني خرجَ عن نطاقِ الواقعِ لبرهةٍ من الوقتِ مع ما هو متعلّقٌ بهيسونغ ، و الآنَ يبدو أنَّني مضطرّةٌ لاستعادةِ عقلي و إجابةِ سؤال طفلتِنا المُدلّلةِ بأيّةِ طريقةٍ و إلّا غضبَتْ عليَّ ، و غضبُها صعبٌ جدّاً صراحةً ، لكنَّه مضحك
_"رأيي.."
قاطعَني صوتُ جرسٍ مُسجَّلٌ و قريبٌ من مجلسِنا عن تدميرِ علاقتي بأُختي الصُّغرى ، و أعطاني فرصةً جديدةً للملمةِ تركيزي ريثما تطّلعُ الأخيرةُ على سببِ صدورِه ؛ هذا الصّوتُ صوتُ إشعارٍ من الجهازِ اللّوحيِّ الحديثِ الذّي اشتراه أبي لنا في الشّتاءِ الماضي ، باتَ لها وحدَها مُذِ اضطررتُ أنا لأن تركتُ البيتَ في الخريفِ التّالي ، و مضيتُ إلى المدينةِ أحملُ هاتفاً قديماً صغيراً للاتّصالاتِ ما لبثَ أن تعطّل ، صبرتُ هناك من ثمَّ على أملِ أن يشتري لي أبي هاتفاً حديثاً في القريبِ العاجل ، و هذا ما لم يحدث حتّى اليومِ طبعاً ، أتساءلُ الآن ، كيف حالُ حساباتي المهجورة؟ هل تذكّرَني أحدٌ في الفترةِ الماضية؟
_"يا إلهي! هذا اليومُ أروعُ يومٍ حقّاً!"
أفاقَتْني لولا عنوةً من شرودي المُتجدّد وقتما صاحَتْ بكلِّ هذه الجملة ، أفزعتني في البدايةِ صراحةً و كدتُ أهربُ من مكاني ، غَيْرَ أنَّني ما إن نظرتُ إليها هدأت ، وجدتُها و على عادتِها تقفزُ في مكانِها لفرطِ الحماسةِ و تمسحُ بأصابعِها على شاشةِ الجهاز ، ثمَّ توقّفَتْ عن الحراكِ و رفعَتْ ناظريها نحوي ، فهمتُ أنَّها تحاولُ إيصالَ فرحتِها لي ، فما كانَ منّي إلّا أن ابتسمتُ و انتظرتُ أن تنبئني بخبرِها السّعيد ، أُحِبُّ فرحَها الحماسيَّ هذا أيّاً كانَتْ أسبابُه
_"ما الأمرُ؟"
_"هناكَ من عادَ للتّحديثِ أخيراً!"
_"من تقصدين؟"
_"أقصدُ شابّاً أتابعُه منذُ وقتٍ طويل ، كانَ يحمّلُ مقاطعَ غنائيّةً على مواقعِ الانترنت طوالَ الأعوامِ الماضية قبلما اعتزلَ و اختفى لمدّةِ عامٍ كامل ، و الآن ها هو يعود!"
أنت تقرأ
نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغ
Fanfictionأستطيعُ التّعرُّفَ إلى نغماتِ الحنانِ في صوتِكِ ، أو لنَقُل ، صوتُكِ هذا بحدِّ ذاتِه بعثَ في قلبِي إحساساً ما.. إحساساً بخيرٍ قادم و لذا جئتُكِ ، مفعماً بمشاعر تغلغلَتْ في جذورِ نغماتِكِ ، و أنبتتْها نضرةً حلوة ، مثلكِ تماماً تقولُ هذا و كأنَّ صوتِي...