10

271 28 6
                                    

أبدى هيسونغ اهتماماً كبيراً جدّاً بأشيائي المُفضّلةِ عندما تابعنا حديثنا في غرفةِ البيانِ خاصّتِه ، من البرامجِ و النّشاطاتِ إلى العطورِ حتّى ، أجبتُ جميعَ أسئلتِه بسرعةٍ واضحةٍ إلّا عندما تطرّقَ إلى الطّعامِ و المشاريب ، ضعتُ هنا تماماً و ما ناولتُه إجابةً محدّدة ، ليسَتْ لديّ في الواقعِ إجابةٌ لهذين السّؤالين بالذّات ، فكلُّ النّكهاتِ لديّ متشابهةٌ عدا أنّني أبغضُ الخضارَ الخضراءَ طبعاً.
أخبرَني هو بعدَما يئسَ منّي بأنَّه يُحِبُّ فطيرةَ التُّفاحِ مُذْ كانَ صغيراً ، ما يزالُ يحبُّها إلى درجةِ يذكرُ طعمَها و حُبَّه لها على خلافِ كثيرٍ من الأمورِ الهامّةِ في حياته ، لكنَّه يضيعُ عندَ الشّروعِ في إعدادٍ تزيدُ خطواتُه على صبِّ الماءِ و السّكّر ، لهذا طلبَ رأيي في البقاءِ قليلاً و خبزِها معاً احتفالاً بهذا اليوم ، و وافقتُ دون مماطلة ، مع أنّه لم يخبرني لماذا نحتفل.
كتبتُ كلَّ المُكوّناتِ على ورقةٍ صغيرةٍ أطلعتُه عليها ، ثمَّ بدأنا البحثَ في دروجِ المطبخِ و خزائنه ، كانَ هذا حلَّنا الوحيدَ و لو فشلَ ستنتهي قصّةُ الاحتفالِ قبل بدئها ، فأنا لن أسمحَ بأن ينزلَ أحدُنا إلى الشّارعِ فتصيدَه ماريّا أو واحدةٌ من صديقاتها ، بالإضافةِ إلى أنَّ شارعَنا حديثٌ جدّاً ، إلى حدِّ يصعبُ كثيراً أن نجدَ فيه متجراً واحداً يوصلُ الأغراضَ إلى البيوتِ و هو لا يعرفُ أصحابَها.
وجدتُ دقيقاً في خزانةِ الحبوبِ بعدَ برهةٍ وجيزة ، أطلعتُه عليه بأن رفعتُه محتفية ، ثمَّ و ما إن لم يُسمِعني إجابة ، رُحْتُ أقتربُ منه أتفقّدُ إلى أين وصلَ في بحثِه عن الحليبِ في البرّاد ، و كما توقّعت ، كانَ يراقبُ الرّفوفَ في الدّاخلِ ساهماً في شكلِها ، لا أعرفُ لو كانَ يذكرُ عمّا يبحثُ حتّى

_"يا هيسونغ ، ماذا تفعل؟ أما وجدتَ الحليبَ بعد؟"

_"ها!؟ ن..نعم.. نعم طبعاً!"

قفزَ فزعاً فورَما سمعَ صوتي ، جعلَني مظهرُه أنفجرُ ضاحكة ، خاصّةً عندما عادَ يبحثُ بسرعةٍ عن الحليبِ ليثبتَ أنَّه كانَ يبحثُ فعلاً و لم يكن يضيّعُ الوقت

_"ها هو!"

رفعَ علبةَ الحليبِ أخيراً في الهواءِ يعرضُها عليّ ، فتناولتْها من يدِه و وضعتُها على الطّاولةِ بجانبِ الطّحين ، ثمَّ تركتُه واقفاً في مكانِه و عُدْتُ أستكملُ عمليّاتِ البحثِ في بقيّةِ الخزائن ، ما يزالُ أمامنا كثيرٌ من المكوّناتِ و الوقتُ لا يحالفنا طبعاً

_"ليتَكِ تسكنين هنا.. ألا يمكنُكِ؟"

قالَ فجأةً ، فعُدتُ عن البحثِ و رُحْتُ أقفُ أمامَه و أحدّقُ فيه شبهَ لائمة ، صحيحٌ أنّني لا أعرف ما يفكّرُ فيه تحديداً ، لكنَّ نحوَ طرحِه لم يكن مناسباً على الإطلاق ، و قَدْ يكونُ مؤذياً لشكلِ علاقتي به

نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن