أبليتُ حسناً في الامتحانِ كما توقَّعَ هيسونغ فتى البيانو ، و كموافقةٍ أُخرى لكلماتِه ، لم يكنِ الامتحانُ و سوءُ تحضيري خالقَ الحُزنِ في نبرةِ صوتي ، و لكنَّه هانسل ، الرّجلُ الذّي أُحِبّ.
قابلَني أمامَ قاعةِ الامتحانِ كما سبقَ و اتّفقنا ، و راحَ يثرثرُ عن انزعاجِه من الدّراسةِ في هذه البلاد ، و لحظةَ جئتُ أشاركُه المناقشةَ و أبدي رأيي ، غيّرَ الموضوع ، و باتَ يسخرُ من كنزتي شبهِ المُبتلّة.
كانَ كلامُه مزعجاً إلى حدِّ حُفِظَ بالحرفِ في ذاكرتي ، و شرعَ مُذْ قالَه يتردّدُ إلى مسمعي و كأنَّه حديثُ القول ، و يعيدُ إحياءَ لهيبِ الجرحِ و كأنَّه ما مضى
'يا إلهي! متى ستتعلّمُ الفتاةُ القرويّةُ قواعدَ العيشِ في المدينة؟ أبهكذا كنزةٍ تأتين؟'
و عند منتصفِ اللّيل ، باتَ صدى صوتِه أشدَّ وقعاً على أذنيّ ، و سكّينُ عزلتي أكثرَ حدّة ، حتّى و باتّحادِ هذين العاملين ذُبِحَ اطمئناني ، و أُصِبْتُ بالأرق.
نهضْتُ على استعجالٍ و سرْتُ نحو بابِ الشّقّة ، ماريّا فايا و فرانشيسكا نائمات ، لم تنتبه أيُّهنَّ لأمرِي ، و لن تأبهَ لو حدثَ و انتبهَتْ.
سرْتُ بغيرِ أن أنتبه ، و إذ بي أقفُ فجأةً أمامَ بابِ البناءِ أراقبُ القمرَ في السّماء.
تنهّدْتُ ، و أخذْتُ أتأمّلُ ضياءَ البدرِ و شكلَ تموقعِه ، ليس فيه ما هو مثاليّ ، لكنَّه جميلٌ جدّاً ، جميلٌ إلى حدٍّ مُخبِل_"too young too dumb to realize
That i should have bought you flowers
And held your hand
Should have gave you all my hours
When I had the chance""كنتُ يافعاً و أخرقَ حقّاً لأدرك
أنَّه كانَ عليَّ شراءُ الأزهار لكِ
و أن أمسكَ يدكِ
كانَ عليَّ منحكِ كاملَ وقتي ، عندما كانَتِ الفرصةُ سانحة"توقَّفْتُ عن الغناءِ حالَما رأيتُ ضوءاً يسطعُ من نافذةٍ تجاورُ الباب ، و تراجعْتُ نحو الخلفِ أتخفّى عن عيني المتطفّلِ وراءَ النّافذة.
أفزعَني هذا المتطفّلُ و انتشلَني من نوبةِ راحتي ، كانَ وعيي من قبلِ ما يحضرُ قَدْ غرقَ تماماً في عذوبةِ الأغنية ، و غفلَ عن شيءٍ من الجروحِ المتناثرةِ في جوارحي ، الجروحِ التّي تسبّبَ بها حُبّي الكبيرُ لهانسل ، و ازدراؤه لي.
زفرْتُ متألّمة ، ثمَّ استدرْتُ أهمُّ بالعودةِ إلى الشّقّةِ و احتجازِ همومي ، و إذ بي أصدمُ جسداً غريباً تواجدَ فجأةً خلفي.
تراجعْتُ فوراً و هرعتُ أعتذرُ و أتأسّف ، فتمسّكَ بكتفيّ ، و أصدرَ هسهسةً خافتةً يسكتُني عن طريقها_"لا تعتذري لونا ، هذا أنا"
_"هيسونغ؟"
أظهرْتُ ابتسامةً ممتنّةً أشكُّ في أنَّه رآها ، ثمَّ جعلْتُ أدّعي التّعبَ و الإرهاق ، علّي أواري دموعي التّي انهمرَتْ من فورِ ما سمعتُ صوتَه
أنت تقرأ
نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغ
Fanfictionأستطيعُ التّعرُّفَ إلى نغماتِ الحنانِ في صوتِكِ ، أو لنَقُل ، صوتُكِ هذا بحدِّ ذاتِه بعثَ في قلبِي إحساساً ما.. إحساساً بخيرٍ قادم و لذا جئتُكِ ، مفعماً بمشاعر تغلغلَتْ في جذورِ نغماتِكِ ، و أنبتتْها نضرةً حلوة ، مثلكِ تماماً تقولُ هذا و كأنَّ صوتِي...