13

244 28 28
                                    

وقتي يصبحُ عذباً ورديّاً حالَما يشاركُني فيه هيسونغ ، اسمُه لوحدِه كفيلٌ بجعلِه يتلوّنُ و يحلو ، و حضورُه يحيلُ أيَّ مكانٍ مهما كرهتُه إلى جنّةٍ أحلمُ ألّا أبرحَ منها.. لحظة..
ربّما ينبغي أن أتوقّفَ عند هذا الحدّ ، فأنا أخشى مشاعري المكثّفّةَ تجاهَه ، أخشى أن يمسي تفكيري فيها سببَ مشكلةٍ قادمةٍ بيني و بينه ما حسبتُ لها حساباً ، طالَما حدثَ هذا معي في السّابقِ من حياتي.
طالما حُرِمتُ مشاعري تجاه أكثرِ ما أُحِبُّه قبلَما بدأتُ شرحَ حكايتي معه ، ظلَّتْ هذه النّهايةُ الفجائيّةُ تحكمُ حتّى حسبتُني لا يحقُّ لي أن أكنَّ حُبّاً لأيٍ كان.
أذكرُ من طفولتي أنَّني و كلّما فضّلتُ أحدَ أبويَّ على الآخرِ أو فضّلتُ إحدى أخواتي ، افتعلَ هذا المُفضّلُ ما ينتزعُ منه الأفضليّة ، و كلّما فضّلْتُ صديقةً إلى حدِّ باتَتْ جزءاً من يومي ، تخاصمنا ، و انتهَتْ صداقتُنا بسهولةٍ ليس و كأنَّها كانَتْ.
أخشى المحبّةَ ببساطة ، حتّى محبّةَ الحيواناتِ في الشّارعِ و الدّمى السّاكنة ، محبّةَ أصنافِ الطّعامِ و الملابس ، و لشرحِ ما أريدُ باختصار ، لا يظلُّ بقربي شيءٌ بالغتُ في حُبِّه.
ردعتُ رأسي عن التّفكيرِ في سوءِ العاقبةِ و رحتُ أضيّعُ تركيزي في مناظرِ الطّلّابِ من حولي ؛ أقفُ الآن في عرضِ الممرِّ الرّئيسيِّ لكلّيتِنا قربَ بابِ المسؤولِ عن الامتحانات ، و أنتظرُ هيسونغ ، سألَني الأخيرُ منذُ وقتٍ البقاءَ في مكاني ريثما يناقشُ في تأجيلِ امتحاني ، يريدُ أن أكونَ جاهزةً في حالِ طُلِبَتْ رؤيتي في الدّاخل ، و أريدُ دائماً ألّا يكونَ كالجميع ، أريدُ أن يكونَ الحدثَ الفاصلَ في قصصِ المحبّةِ كما اعتادَ أن يكونَ في قصّةِ حياتي..
يا إلهي! ها قد عدتُ لذاتِ النّقطة!

_"مرحباً لونا!"

نادَتْ عليَّ كيارا فجأةً و دثرَتْ ما كنتُ أبني من خيالات ، ملتُ برأسي نحوها أحاولُ التّرحيبَ بها ، و إذ بهانسل يقفُ معها ، ليتَني ما سمعتُها.
كانَتْ هذه أوّلَ مرّةٍ أشعرُ فيها بالقلقِ إزاءَ رؤيتِه ، كُنْتُ في السّالفِ من وقتٍ أعدُّ رؤيتَه نعمةً عليّ ، و الآنَ أصلّي لكي يولّيَ قبلَ عودةِ هيسونغ ، أخالُه يفتحُ البابَ و يرانا في أيّةِ لحظة.
كيفَ سيفكّرُ بي؟ ألن يكرَهني؟ و حتّى لو لم يفعل ، ألن يزعجَه وجودُ هانسل أكثرَ بكثيرٍ ممّا أزعجَه ذكرُه من قبل؟
تساءلتُ بذهنٍ لا يملكُ من الصّفاءِ ما يعيلُه على التّفكيرِ في إجابة ، و التفتُّ إلى البابِ الذّي ما يزالُ مُغلَقاً ، يجبُ أن أعجّلَ في صرفِهما قبلما يُفتَحُ و تتحقّقُ النّبوءة ، هذا قراري الأخيرُ الآن

_"أهلاً.. كيف حالُكِ؟"

_"سمعتُ أنَّكِ مريضة ، كيفَ تشعرين الآن؟"

رفعتُ يدي أمامَها أعرضُ عليها الضّمادة ، و ابتسمتُ في حينِ كانَتْ تراقبُها بأسف ، كيارا لطيفةٌ جدّاً ، لا أعرفُ ما يجمعُها بهانسل و أصدقائه الآخرين

نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن