09

291 27 8
                                    

نُدِه على هيسونغ باسمِ إيثان ، و بصوتِ ماريّا الشّديدِ المُزعج ، إنذارٌ بمصيبةٍ قادمةٍ أو واقعة ، و لن أتجاهلَها في هذه المرّة ، لا أستطيعُ أن أفعل.
نهضْتُ على الفورِ و توجَّهْتُ نحو المدخلِ حيث كانا ، كانَ هيسونغ يقفُ عند بابِ الشّقّةِ و يسندُ ذراعَه إلى الجدارِ المقابلِ ليسدَّ بها فتحةَ الباب ، و ماريّا تقفُ خارجاً و تحاولُ إبعادَه من طريقِها.
نظرَتِ المجنونةُ نحوي حالَ بتُّ في نطاقِ رؤيتِها ، و أشارَتْ له بحاجبيها كي ينتبهَ إلى وجودي ، أمّا أنا ، فشرعتُ أصلّي في سرّي لئلّا تمسُّه بسوء ، فابتسامتُها الصّفراءُ هذه مروِّعة ، لا تخبّئ وراءَ بروزِها سوى الأذيّة

_"انظر من جاء ، الأميرةُ النّائمة ؛ أتريدُ أن أجعلَها تستيقظُ و تراكَ على حقيقتك؟"

التفتَ هيسونغ نحوي ببطءٍ ذي هالةٍ جنائزيّة ، و عرضَ عليَّ الهوانَ في عينيه الصّغيرتين الغاليتين ، قرأتُ فيهما رغبتَه في عودتي إلى الغرفة ، لكنَّني ما استطعتُ تنفيذَها ، فالقلقُ ما يزالُ يعوقُ نبضَ قلبي.
أخذْتُ خطوةً أقربَ إليهما ما إن أنزلَ يدَه من على الجدارِ و استدارَ إليّ ، حاولتُ أن ألمسَه لكنَّني ما استطعتُ الحراك ، هو ، و ماريّا أيضاً ، يحسبان أنّني و بسبب كلامِها مصعوقةٌ الآن غيرُ قادرةٍ على التّفكير ، أنا مصعوقةٌ فعلاً ، و لكن ليس بما قالت ، بل بالمعرفةِ التّي تربطهما

_"لونا.."

تلعثمَ هيسونغ في كلامِه حتّى استقطعَتْه ضحكةُ ماريّا المُختلّة ، لدى هذه المجنونِ ما تهدّدُ به صديقي العزيزَ على ما أرى ، و يبدو متوتّراً جدّاً إزاءَ حركاتِها ، فهو لا يعرفُ أنّني لا يمكنُ أن أصدّقَها ، سأشكُّ في لونِ اللّبنِ إذا ما قالَتْ أنَّه أبيض ، فقَدِ اعتادَتِ الكذبَ على جميعِ من تعرف

_"لا تخف لن أخبرَها ، أريدُ أن تؤذيها كما فعلتَ معي ، و مع أنَّني لا أريدُ رؤيتكَ تستمتعُ مجدّداً"

وخزَ كلامُها لبَّ صدري ، و حطّمَه أشلاءً أن أغمضَ هيسونغ عينيه و اعترفَ به ساكناً ، أحسستُ و كأنَّ روحي تنزفُ من جديدٍ و قبلَما التأمَ جرحُها ، أضحَتْ تنزفُ بشدّةٍ حتّى كدتُ أخسرُ وعيي.
انصرفَتْ ماريّا دون أن تردف ، و تركَتْني أقفُ أمام هيسونغ المُذنِبِ أحدّقُ فيه ، و يحدّقُ هو في البابِ الذّي ظلَّ مفتوحاً ، و الذّي يُفترَضُ أن أعبرَ منه بعدَ ثوانٍ.
لكنَّني و على حينِ غرّة ، لن أفعل ، فقَدِ اعترفَ _أيّاً كانَتْ ذنوبُه_ بأنَّه سيّءٌ منذُ قليل ، و وعدتُه أنا بالبقاءِ إلى قربِه مهما كانَتْ هذه الذّنوبُ بالغة ، صحيحٌ أنَّ قلبي قَدْ حُطِّمَ منذُ قليل ، بَيْدَ أنَّني سألملمُه قطعةً قطعة ، سألملمُه ليعودَ و يعانقَ الشّابَّ الوحيدَ الذّي وقفَ إلى جانبِه ردّاً لجميله

نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن