15

233 25 121
                                    

_"أنا لكَ دائماً هيسونغ"

لم يبدِ ردَّ فعلٍ واحد ، تجمّدَ وجهُه لمدّةٍ لا تقلُّ عن الخمسِ دقائقَ و هو ينظرُ في عينيّ ، ثمَّ ابتسمَ بحبورٍ و أخفضَ وجهَه ، حسبتُ المشهدَ انتهى عند هذه الحركة ، غيرَ أنَّني ما أصبت ، فالمشهدُ بدأ عندَها لا انتهى.
دنا هيسونغ منّي بغتةً و أحاطَ جسدي بذراعيه ، ثمَّ رفعَني إلى أعلى بعضَ الشّيءِ حتّى اضطُرِرْتُ للتّعلّقِ برقبتِه كطفلٍ رضيعٍ و وجهِي إلى وجهِه ، تصرُّفُه غارقٌ في الغرابة ، و في الحلاوةِ في ذاتِ الوقت ، كلُّ شيءٍ فيه جميلٌ و متناقضٌ في ذاتِ الآن ، ألأنّني أُحِبُّه أقولُ هذا؟ أم أنّني أرى هذا فعلاً؟

_"أُحِبُّكِ"

همسَ بعذوبةٍ لا أقوى على وصفِها ، ثمَّ بدأ ينزلُني بهدوءٍ و بطءٍ شديدٍ و دون أن يفلتَني أو أفلتَه ، كُنْتُ غارقةً في عمقِ عينيه الحلوتين ، في حينِ كانَ غارقاً في تأمّلِ كيف تلوّنَ وجهي و ازدادَ بشاشةً و رقّة ، أعرفُ دون رؤيتِه ، أعرفُ أنَّ حُبَّ هيسونغ اللّطيفِ هذا باتَ يسري في كلِّ عروقي ، باتَ يبثُّ فيها الحياةَ من بعدِ ما كانَتْ جامدةً رتيبة ، بتُّ أرغبُ في العيش ، أرغبُ في الحلمِ و بناءِ السّعادة ، أرغبُ في كلِّ هذا مُجدّداً ، كلُّه بفضلِه

_"ما الذّي يشغلُكِ هكذا؟"

سألَني بغتةً ، فأشرتُ برأسيَ نحوَه في أثناءِ كُنتَ أحلُّ يديَّ عن رقبته و أتراجعُ نحو الخلفِ قليلاً ، لا أملكُ الآنَ قدراتٍ عاطفيّةً أو تعبيريّة ، أنا فاشلةٌ في هذه الأمورِ إلى حدٍّ خارق ، و لا أريدُ إعلانَ فشلي بهذه البساطةِ أمام قدراتِه الإعجازيّةِ في قلبِ أحوالي.. لا أريد

_"أين تذهبين؟"

_"لا أذهب ، أنا أنسحب ، خسرتُ أمامكَ الآن"

زادَ في وسعِ ابتسامتِه دون أن يزيحَ مبصرَه قيْدَ شعرةٍ عن وجهي ، و عادَ يتقدّمُ منّي و يعانقُ جسدي مُعلناً التّحدّي ، سأخسرُ الآن بلا شكّ..

_"إيثان! أين أنت!؟"

التفتْنا معاً إلى ناحيةِ ورودِ الصّوتِ بغيرِ أن نعي ، لهذا الصّوتِ وقعٌ خاصٌّ جدّاً على آذاننا ، وقعٌ مؤذٍ ، كوقعِ أجراسِ الإنذارِ بالضّبط ، حتّى أنَّه قَدْ حلَّ عناقَنا و أبعدَنا عن بعضِنا قبلما اعترفنا به.
صوتُ ماريّا..
نظرتُ إلى هيسونغ بعدَ هنيهة ، لمحتُ على ثغرِه ابتسامةً ولّدَتْ في داخلي ألماً مُميّزاً عن كلِّ الآلامِ التّي خابرتُها في حياتي ، خلتُ قلبي قَدْ وقع ، و خلّفَ في مكانِه غيمةً سوداءَ أطبقَتْ على صدري.. ما هذا الشّعور؟ و لماذا عسكرَ في مداركي بغيرِ أن ينقضي؟

نغماتٌ فتيّة~لي هيسونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن