بداية الاقدار المؤلمة #Part 1

811 8 3
                                    

جلستُ على سريري المقابل لإسرة اخواتي بخيبة لإفكر فيما جرفتني الحياة إليه و أتمايل بمعاناة حارقة، أخذتُ أتذكر كل تفاصيل علاقتنا منذ أول لقاء إلى اخر لحظة في علاقتنا، أخذتُ اتذكر أول كلمة سمعتها أذني بصوتك الى أخر صرخة قذفتها في وجهي.

شاءت الأقدار أن تنعطف حياتي أنعطافاً أخر فوجدت نفسي على كوشة مزينة بالورود الجذابة حيث أجلس بمنتصفها وابتسامتي لاتغادر شفتي وعقلي يجول هنا وهناك ويتسائل إذا كانت هذه بداية كل الاشياء الجميلة ام أنهُ مجرد تغيرفي حياتي فقط، تغير قد يُضاف إلى حياتي ولايضيف شيئاً بالمقابل.
شعرت بالأنجذاب نحوه عندما رأيتهُ اول مرة في حياتي في منزل صديقتي وجدان لم يخفق قلبي ولم تعزف موسيقى خلفية كاحدى المسلسلات التي سئمت من رؤيتها ولا شعرت بمشاعري تتراقص نحوه، بل شعرت بالخجل من موقفي أمامه بلا عباءة أو حجاب أخفي به تفاصيل جسدي التي يوضحها لباسي الضيق، انجذبت لسمرته الخفيفة وملامحه القاسية، اعتقدت بأنه فارس أحلامي الذي اتطلع إليه، ولما لا؟ كان رجل يحمل كل المواصفات التي قد تجذبني ولكني لم افكر بتلك الطريقة الا عندما تبدلت الظروف..

كان ياسر اخاً لوجدان، أخيها الذي كانت تتحدث عنه كثير ولم أكترث يوماً لتفاصيله، تمنيت لو أتذكر شيئاً من تلك التفاصيل بعد ذلك اللقاء! كنتُ اجلس مع رفيقة دربي وجدان في غرفة معيشتهم بلا عبائتي التي نزعتها بعد ان اخبرتني وجدان بأن والدها مسافر ووالدتها واخواتها رشا و ريما في حفل زفاف إحدى الاقارب وأن اخيها الوحيد ياسر في المزرعة مع رفاقه، لم اكن أعلم بأنني سوف اتورط بذلك اللقاء الذي سيفتح علي مئة باب لستُ بحاجةً إليها، للأسف لم أعلم و إلا وفرت علي نفسي العناء!
لم أكن اعلم بأن ذهابي لوجدان ذلك المساء سيغير مصيري ليجعله مصير مجهول ومتقلب لو كنتُ اعلم لما غادرت منزلي اطلاقاً لاقطعت علاقتي بوجدان وعائلتها كلياً لصنعت الآف الحواجز بيني وبينه بدل الاقتران به!

كنا نتحدث أنا ووجدان عن الجامعة وضغوطاتها عندما اقتحم أخيها المكان ليقحمني في دوامة حياته الى الابد، اتى نحو الغرفة بخطوات هادئة واردف سريعاً: وجد يا وجد وين مفتاح غرفة جدي أبيه ضرورري؟ كنتُ مرتعبة ومنحرجة عندما اضطر ان يرفع عيناه نحونا بعد أن انهى حديثه، نظر نحوي للحظات ثم قال وعيناه على الارض باستحياء: اسف ماكنت اقصد وغادر المكان!
قالت وجدان بحرج شديد: معليش ياقلبي شوي وارجع لك!

لم استطع التقاط نفسً واحد منذ ان رفع عيناه نحوي كان موقف مخجل جداً، احمرت وجنتاي وعلقت في نفسي بعد ذهابها: وطلع اخوها مُز !!

***

وجدان: سم وش بغيت؟
ياسر: معليش اعتذري لها مني سمعت اصواتكم ع بالي ريما ورشا جالسين معاك بصالة
وجدان: البنات بالعرس مع امي بس وش بغيت؟
ياسر: قلت لك من شوي ابي مفتاح جدي بأخذ كتب اشعاره
وجدان: بذا الحزا؟ مافي زيارة؟
ياسر: مضبط وضعي مع الدكتور بيخليني اشوفه
وجدان: المفتاح اخر مرة كان مع امي بعد ما اشرفت على تنظيف غرفته
ياسر: متى بتجي امي؟
وجدان: ربعنا عروسهم ماتخلص الا قبل مواذيين الفجر
ياسر: وانا تارك المزرعة وطاق مشوار!!
وجدان: طيب خلها بكرا وش معجلك؟
ياسر بحزن: امري لله

مضى ياسر الى السلم بينما كانت وجدان تحدق نحو اخيها بأسى..
***

كنتُ غارقةً بافكاري عندما عادت وجدان وهي تتحدث بصوت عالي: لمييييياء اخوي يعتذرك منك ع باله ريما ورشا!!
قلتُ بخجل: عادي مو مشكلة
وجدان: وش رايك نكمل السهرة فوق؟!
لا خير الساعة عشر ولازم ارجع بيتنا بكرا ليلة دوامات ووراي مذاكرة :(
وجدان: طيب اتصلتي بسواق
بتردد: متفقة معه يجيني عشر لحظة بكلمه!!
أتصلت بسائقنا ذو الاعصاب الباردة ليخبرني بأنهُ كان نائماً و لايستطيع أن يقلني وهو يشعر بالنعاس، ولا علم لديه بأنني ساعود باكراً، وكالعادة سائقنا يتسبب بأفساد مزاجي، اغلقت الهاتف وأخبرت وجدان اذا كان باستطاعت سائقهم أن يقلني، قالت لي بأن في زواجاتهم يقومون بوضع مكان للخدم حتى ياكلوا ويرفهوا عن انفسهم، وكان ذلك ماينقصني فعلاً.

وجدان: وش رايك اقول لاخوي يوصلك؟
انا بهلع: وشوووووو
وجدان بسخرية: ترا ماراح يسويلك شيء وانا معه! اصلاً اخوي مب حولك، كلماتها اغضبتني بعض الشيء فوافقت حتى اراى ان كان كلامها حقيقي ام انها تعزز لاخيها فقط!

***
ذهبت وجدان لتخبر اخاها بأن يقلني..
وجدان: ياسر ممكن اطلب منك طلب
ياسر: انتِ ماتطلبين وبس انتِ حلال عليك تتأمرين علي متى ماتبين ❤
وجدان: بعد قلبي اخييي ابيك توصل صديقتي سواقها كلب نام وسحب عليها
ياسر باستغراب: ليش ما تنفضه نفض ؟ هو المعزب ولا هي المعزبة!!!!!
وجدان بضحكة: يقولها كيف اوصلك وانا نعسان ههههههه
وش تبي فيه والله ليجيب العيد فيها
ياسر: طيب وين بيتهم؟
وجدان: مو بعيد مرة بالكثير اربعين دقيقة
ياسر: طيب بنزل لسيارتي من الايليفيتر
وجدان: اوكي بروح البس عباتي
ياسر: ليش ان شاء الله
وجدان: ع بالك بخليها تروح معك لحالها
ياسر: على اساس كنتي بتروحين معاها اذا كان السواق موجود يوصلها؟
وجدان: في فرق اكيد
ياسر بسخرية: ليش يعني الي عندي مو عند السواق؟
وجدان بعصبية: عيييب لاتجيب طاري قدامها لاتفشلني مع البنت بس عشان ماتزعل مني واكيد ماراح ترضى تروح معاك لحالكم
ياسر: ....

علاقة مهمشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن