خطوة إلى الجحيم #Part 2

294 9 0
                                    

مشيت نحو سيارته بخطوات متثاقلة خفت من أن يحدث ما يحرجني أمامه، فتحت لي الباب وجدان وقالت: اركبي لاني بركب جمبك، بخوف: لا لا اركبي انتي اول ابي عند الباب عشان انزل اسهل او روحي جمب اخوك! وجدان باستغراب: ترا الجهة الثانية فيها باب؟ اخبرتها محاولةً ان اخفي خوفي من أعين اخيها ان لا تتسلل عبر مرآته الامامية: ذاك الباب مو جمب باب بيتنا؟ صرخت وجدان: بنت بلا عبط ترا اخوي بيسمعك منتب ناقصة فضائح اكيد!
تداركت نفسي سريعاً وركبت...

كنت أعلم بأن وجدان لم تكن تقصد ان تعلقني باخيها او تعلقه بي بل كانت تحب ان تتمسك بما تقول لذا تجاهلت افكاري الحمقاء وجلست بصمت انظر نحو شوارع الرياض، كانت تبدو جذابة وهادئة على غير عادتها، رائحة عطره تتراقص في محيط سيارته الصغيرة بشكلً أنيق كنتُ دائماً الأحظ مجموعة سيارته في فناء منزلهم، مصطفة بشكل جذاب بالوانها الفخمة التي تبين ذوق صاحبها، لن اخفي أمر اعجابي بذوقه قبل أن أراءه، حقاً ذوقه رائع وأستثنائي، حتى رائحة عطره تميزه عن البقية ادركتُ ذلك ايضاً بعدما شاركته نفس السقف، اتسائل أن كانت تلك الملاحظات الصغيرة هي بداية انجذابي به ام بعد ان توطدت اقدارنا ببعضها البعض لتجعلنا زوجاً وزوجة لتبدأ رحلة الغوص في أعماقه وكانني غواصاً يبحث عن كنز يشتبه بوجوده في أعماق البحار!!

تذكرت حديث وجدان بانه لن ينظر نحوي لا أعلم لما رغبتُ حقاً بأن أراقبهُ عبر تلك المراة الصغيرة وياليتني لم افعل، نظرت اليه لعدة ثواني رفع عيناه لينظر خلفه ابعدتُ عيناي بسرعة ولكنهُ على الارجح لاحظني، اخذ بدوره يراقبني عندما اقتربنا من منزلي، من هنا خفق قلبي لاول مرة ولا اعلم هل لانني مرتعبة من نظراته ام لانني وقعتُ بشباكه باكراً !!

أوقف سيارته أمام منزلي، ترددت بشكره بشكلً خاص فقلت: مشكوريين، مع السلامة! رفعت عيني ولا اعلم لماذا؟ هل كنتُ اريد ان أودعهُ بتلك الطريقة؟ ام لي ارى اذا كان كما تقول اخته؟ كان ينظرُ لي بغرابة مما جعلني أشعر بالانتصار الخفي، نعم أثبت لي انه مثل جميع الرجال وليس بمميز عنهم و انني امراة قد تكون محط أهتمام. نعم حديث وجدان لم يروق لي ولن يروق لأي فتاة في موقفي، من منا لاتريد أن يأبه لها رجل بوسامة ياسر؟ الامر يتعلق بكبريائي لا أكثر..

كنت أعلم بأني لن أحصل من كثرة التفكير شيئاً، فقررت ان لا أتذكر نظراته تلك بعد الان، حتى لا تتأثر علاقتي بوجدان، لم اكن اعلم بأنني كلما قذفته بعيداً عني اقترب اكثر فأكثر، لا اعلم حقاً هل هو ابتلاء من الله او امتحان لصبري، فقدت السيطرة على اعصابي وليس عقلي فقط، اخنقني عالمي بعدما تلوث به..

بدأ القدر يحيك خيوط حكايتنا و يصنع الصدف ليكون كوميديا سوداء من بطولتنا يا عزيزي..

علاقة مهمشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن