دراما لابد منها #Part19

147 8 3
                                    

مضت عدة اشهر على دراستي وعلى ارتباطي بياسر وعلى مواعدتنا المتقطعة، كنا نستعد لزفاف اختي نجلاء حينها، قرروا ان يكون زفافها في شهر الثامن اي قبلي بشهر ونصف، لا اعلم ماهو شعور والدينا ولكن اظن بانهم يشعرون بسعادة ممتزجة بالحزن فلم يتبقى من اخواتي سوى نوف بجانبهم، كنتُ اجهز لزفافي وزفاف اختي ولحفل تخرجي ايضاً، تلقيتُ الكثير من الضغط ولكن وقوف اخواتي و صديقاتي بجانبي اشعرني بأنني لست لوحدي اطلاقاً، كنتُ قد احتفلت بتخرجي مع صديقاتي بالجامعة و احتفلتُ مع عائلتي ايضاً ولكن الاحتفال الذي اقصده استثنائي للغاية حفل تخرج من نوع اخر، حفل تخرجي انا و وجدان وقد تم تنظيمه من قبل الخالة منى، حفل مبسط جداً في المزرعة بعيد عن اعين الجميع، فقط انا ووجدان ووالدتها واخواتها واخاها. الغرض منه على معتقد هو توطيد العلاقة بيني وبين ياسر، لان والد وجدان وعدها بحفل تخرج على مستوى، طبعاً لن يدعوني لحفل التخرج خصوصاً بعد ان عرفت العائلة بامري، لا اعلم ماهو شعور امل حينها ولكن بالتأكيد حدث الكثير من الجدل والمشاكل، لم يضعني ياسر بالصورة ولكن افصح عن وجود بعض الجدال حول ارتباطنا وان العائلة ترفض ذلك، ولكن جده سيطر على الاوضاع لذا لا داعي لان اقلق بشأنهم.
اصطحبني ياسر بعد ان اوصل عائلته للمزرعة ليجهزوا كل شيء، تجاهلت ذهاب وجدان معهم برغم انها مفاجأة لها ايضاً!! كان ياسر صامتاً طوال الوقت ربما كان يشك بشيء، بدات اجهل ياسر اكثر عندما انشغلت بنفسي وعندما ذهب لسيدني، حتى عندما اتحدث معه او نخرج سوياً كان ليس مزاجياً فقط بل كان يصمت كثيراً ويشرد بذهنه لمعظم الوقت، لا اعلم مالسبب ولكن تجاهلت هذا الامر ايضاً..
عندما اتينا للمزرعة لم نشعر بوجود احداً بها، كانت تبدو خالية، سأل ياسر الحارس فأخبره بأنهم خرجوا منذ نصف ساعة، بدأ على ياسر انه ادرك الامر، دخلنا الى المزرعة كانت مزينة بشكل جذاب للغاية ويوجد ورقة صغيرة بخط وجدان " مبروك التخرج لمياء، هذي هديتنا لك بمناسبة تخرجك، نتمنى لكم اوقات سعيدة مع بعض"
نظر لي ياسر وقال بسخرية: تدرين عن هالشيء
اخبرتهُ بغضب: ماتشوف انها مفاجأة
ياسر: دام مو عاجبتك المفاجأة خلينا نمشي
بعجب: وين نمشي
ياسر: برجعك لبيتكم
انا: ماتشوف ان اهلك تعبانين عليها
ياسر: اوكي خذي الكيكة والهدايا وامشي
انا: ليه؟
ياسر: اعتبري اننا جلسنا واكلنا واحتفلنا اوكي

لم ارد ان اجرح كبريائي و اقنعه بالمكوث قليلاً، لم افكر اصلاً بأن احتفل بتخرجي معه، كنتُ مقتنعة بأبسط الاشياء كنتُ متجاهلةً كُل سلبياتِه من اين اتى الاحتفال معه؟
اخبرتهُ بأني لا اريد ذلك ايضاً اخذت الهدايا التي جلبهن لي وذهبت بينما هو اخبر الحارس بأن ياخذ الاكل ويرمي الزينة ولا يخبر احد. لا اعلم ماسبب صمته ولا سبب تقلب مزاجه اكثر من قبل ولا سبب غضبه، كان صامتاً وملامحه تبدو غاضبة للغاية ولم يكسر الصمت صوتي ولا صوته ولا صوت موسيقى ولا صوت شيء..

عدتُ لادراجي محبطة من كل شيء، كلما اعتقدت بأن الامور ستصبح افضل من قبل ينقلب كل شيء وتتغير مجرى الاحداث من دراما الى كوميديا سوداء تنتهي بضحكي الساخر على حالتي التي يرثى لها. اخبرني بأن لا اخبر احد واتصل بالغد لاشكر والدته، خذلني للمرة الألف شعرتُ بأنني واقعة في جحيم لا محال منه، ابتعلت همي بعد ان غصصت به ودفنت كل شيء في صدري الذي اصبح مقبرة تستقبل الاحزان دون توقف، لم اتحدث معه من بعدها وانشغلت بزفاف اختي، اتت خالة منى وبناتها لزفاف اختي وسالتني اذ كنتُ حظيت بوقتاً ممتع مع ياسر، لم استطع الكذب لكن دبرت الامر بطريقتي..
كنتُ اجلس وسط ضجيج القاعة وافكر كيف سيكون زفافي وكيف سيكون مظهري امام الجميع كيف ساوجه عائلته بمفردي، كنت افكر اذا كان سيغير ياسر رائه ويُزف معي، لم ارد ان ازف امام الجميع لكن اصرت والدته على ان اقوم بذلك من اجل عائلته التي لاتعرفني، كنتُ اتوقع الكثير من الدراما في زفافي تخيلتُ ايضاً امل وهي تفسد زفافي، كنتُ متخوفة من مقابلتها متخوفة من كل شيء يمت ياسر بصلة!
ودعت نجلاء بدموع ولا اعلم لماذا شعرت بأنني اريد ان اضحك على تصرفي الاحمق؟ كنتُ ساودعها بعد شهر ونصف اذاً لماذا ابكي؟ عدتُ للمنزل بعد ان ذهبت اختي مع زوجها، لم ارد المكوث وذهبت قبل العشاء، لم اكن اعلم بانهُ ليس من الائق ان ادع عائلة زوجي قبل ان ادعوهم لتناول العشاء، لم افكر بذلك مطلقاً فقط ذهبت، اتصلت بي اختي لتخبرني بأني مذنبة وتسببت بفضيحة للعائلة ايضاً اخبرتها بأنني متعبة وذهبت لظرف طارئ للغاية ويجب ان يتداركن الامر بمعيتهن. اتصلت بي وجدان لكي تطمئن علي لكن لم ارد عليها، كنتُ مكتيئبة واريد ان اهرب من كل شيء، تمنيتُ بأن يبطئ الوقت او امرض او اموت حتى لا يأتي يوم زفافي واضطر لمواجهة عائلته. وجدتُ بعد ان استيقظت من النوم عدة مكالمات من وجدان وخالة منى و ياسر ... نعم هو ايضاً اتصل ليتفقد احوالي، خمنتُ السبب، ربما الخالة منى اجبرتهُ على ذلك ايضاً!!!

علاقة مهمشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن