لماذا بعدَ أن تخطيتُكَ جرفتني إليك مجدداً، لماذا بعد ان تغلبت على حبك عُدتَ لتجعلني أغرمُ بكَ كلياً، لماذا بعد ان اعتدت على برودك اشعلت نيرانُكَ بِقلبي، ولماذا بعد هذا كله انعطفت إنعطافاً آخر، انعطفت عن وجهتي لتستقل وجهةً مجهولة المصير، لايعرف لها طريق، كقلبك الذي لا أعرفُ الطريق إليه؟ دخلت بإكتئاب حاد جداً كنتُ حينها افكر بإن اقدم اعتذاي عن الدراسة، لم يكن هناك احداً يهتم بمستقبلي اكثر مني على الرغم ان والدتي واخواتي يظهرون لي اهتمامهم الا انني اقر بأن لاحد يهتم اكثر مني..
اتت وجدان لقاعة محاضراتي وطلبت من الدكتورة ان تجعلها تكلمني في الخارج، وضعتني امام الامر الواقع، اعتذرت مني و اخذت تبرر موقفها، كنتُ باردةً جداً امامُها واخبرتُها بالحرف الواحد: وخري عن طريقي انتي واخوك
وجدان: لمياء والله مقصد واعرف ان نيتك زينة بس كنت معصبة، تكفين مابغى اضايقك واشيلك هم غير هم التخرج
انا: قولي لاخوك هالكلام مو لي
وجدان: اوعدك اكلمه واصلح الامور بس تكفين سامحيني، تركتها ودخلت القاعة...***
أخبرت وجدان عائلتها بما حدث بعد ان اعتذرت منهم وهي تبكي.
الام: الله يلعن الشيطان طلعتي سوالف على البنت وش استفدتي الحين هاه!!!
الاب: اسمعوا روحوا للبنت و اعتذروا لها لاتفضحونا
الام: مابعد ردوا لنا خبر بالموافقة ونروح نثير الشبهات؟!
وجدان: اجل مافي الا ان ياسر يكلمها
الام: الحين ياسر وش يقنعه؟!
الاب: ابووي مايبيلها
الام: لاتتعبه معانا
الاب: لا لاتخافين ابوي متفهم وبيحل الموضوع باقل من ربع ساعة وتشوفينأخبر الاب والده حتى يتدخل بالامر، وأستطاع الجد ان يفعل ذلك ولكن لا احد يعلم ماذا يدور في عقل ياسر..
اخبر ياسر والدته يومها قائلاً: ابوها اتصل فيني وقال انه موافق
الام: ولمياء؟
ياسر: شكلها ما قالت شيء، وابوها على انها موافقة علي ومايعرف شيء
الام: مافي الا تكلمها وتعتذر منها
ياسر: اعتذر !!
الام: اجل
ياسر: انا ماغلطت عليها هي مو واضحة وصريحة وبيجيها عقابها قريب
الام: ياسر وبعدين معك؟!
ياسر: راح احدد موعد الملكة
الام: الانسب بعد اختباراتها الفترة الاولى، الحين مشغولة بدراستها اكيد
ياسر: راح ازور ابوها واشوف
الام: بالاول كلمها
ياسر:....***
كنتُ متراجعة في قرارتي كُلها لا اريد ان اكمل دراستي ولا اريد ان اتزوج به ولا اعلم ماذا سأفعل امام تلك الضغوطات، كنتُ مستيقظة لتوي عندما سمعت بأن ياسر في المجلس مع والدي، تفأجئتُ كثيراً، اتى والدي بعد ان خرج ياسر قائلاً: الرجال حدد موعد الملكة يبيها بسيطة وفي بيتنا؟
بذهول: ايشش
والدي: بيتملك عليك
انا: مابي
والدي بعصبية: وشهوو؟
انا: عندي اختبارات ومستواي متدهور ويمكن اعتذر
والدي: تبيني ارد الرجال عشان دراستك
انا: ايه
والدي: وبعدين من وين يجيك رجال نفسه؟ احمدي ربك وشكريه ومحد دايم لك
بثقة: الا شهادتي بتدوم لي
والدي: مايخالف كملي دراستك محد قالك استعدي للملكة من الحين واملكي عليه بعد اختباراتك و كملي لين تتخرجين ثم تزوجيه!
انا: مو مرتاحة له
والدي بعصبية: ونك تقولين موافقة عليه ومقتنعة فيه من كلام أهله؟!
انا: ....غادرت المكان وذهبت اتضرع لله ان يساعدني في محنتي هذه، تمالكت نفسي واستجمعت قواي بعد ان قررت ان اتصل به.
ياسر: الو
انا: سلام
ياسر: وعليكم السلام
انا: انا تراجعت عن قراري، مقدر اتزوجك
ياسر: قولي لابوك لاتقولين لي
انا: ابوي ماراح يسمع لي
ياسر: والمطلوب
انا: قوله ماتبي
ياسر: ليش
انا: لاني مابيك
ياسر: انتي ماتبيني انا وش دخلني اقوله
انا: تكفى خلصني من هالمشكلة
سكتت قليلاً ثم قال: اي مشكلة
انا بروح منهكة: مشكلتي معك
ياسر بلطف: قوليلي ليش بكيتي ذاك اليوم واريحك
انا ودموعي تتساقط بحرقة: ماراح تفهمني لو قلت لك
ياسر: قوليلي بالاول
انا: صعب اشرحلك وش كنت احس فيه وليش
ياسر: انتي هدي الحين
انا: ماراح اهدى الا لمن تخلصني من هالهم
ياسر: لازم اشوفك
هدت اعصابي تلقائياً، هذا ماتحتاجهُ نفسي ولكني تجاهلتها، كنتُ اود ذلك ولكني لم استطع كبح كبريائي فقلت: ما ابي
ياسر: اجل استعدي ياحلوة لملكتك
انا: تكفى لا تزودها علي
كان يبدو على ياسر انهُ يشفق علي ولكنهُ يكبح كبريائهُ مثلي ويتصرف بعناد!
قال: اطلبي شيء ثاني غيري اني اكلم ابوك
انا: طيب افهمني
ياسر: طيب فهميني
انا: انا على وشك اتخرج درجاتي و ظروفي الدراسية صعبة
ياسر برقة: انتي فهميني وش فيك بالضبط
بقهر: كل ذا الي صار وتقولي فهميني؟
ياسر: انتي الي وصلتي الامور لهدرجة
انا: طيب انا اسفة ومسامحتك انت واختك بس كلم ابوي وريحني
ياسر: مب بذا السهولة تبين الامور تصير
انا: وش تبي
ياسر: ابيك تنسين الي صار
انا: مو انا كذابة وما أوفي بالوعود
ياسر: ماقلت هالشيء
انا: بطريقة ثانية قلتها
ياسر: طيب انا اسف
شعرتُ حينها بأمل يدب في اعماقي قلت له: تبيني انسى
ياسر: ايه
انا: انسى سالفة المزرعة
أخبرني بموافقته بعد لحظات من الصمتت: اوكيكنتُ حينها أفكر بأن ياسر يريدني حقاً ولايستطيع التخلي عني، حتى انهُ اعتذر مني، كنتُ ساذجة وأريد شيئاً يرجعني إليه ..
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!