في اليوم الموعود، أتى ياسر وابيه وجده لطلب يدي، كان يوماً عصيب، شعرتُ بأنني جازفتُ مجازفةً كبيرة جداً وقد تكون عواقبها صعبة ولا استطيع التغلب عليها، راى ابي ياسر وعائلته وارتاح لهم كثيرة، هاتفني ياسر بعد ساعتين من الخروج من منزلي، قال لي حينها بأنهُ لم يرتاح لنظرات اخوتي، كنتُ أعرف ان اخوتي متعجبين ويشعرون بالفضول نحوه، فهما كما قالوا "طايحة على كنز" اخوتي قالوا ذلك فما بال زوجاتهم! خشيتُ العين وخشيتُ ان يصيبهُ مكروهاً بسببي، كنتُ حينها محرجةً منه، فهو سخر مني وحكم علي بالسابق والان يسخر ويحكم على اخوتي، لم ارد الدفاع عنهم ولكن اجبرت على ذلك حتى احافظ على كرامة عائلتي، قلتُ لهُ حينها بإن اخوتي شعروا ببعض الغرابة نحوك، وليس من المهم ان يعجبوا بك المهم هو رأي ابي! انا لم ارد تدخل اخوتي فقط اخي الأكبر ولكن لا اعلم كيف وصل الموضوع لبقية اخوتي!!! ربما بسبب اخوتي الغير متزوجين؟ او بسبب حظي السيء! كنتُ خائفة كثيراً ان يُفسد الأمر من طرف عائلتي ولكنه كان قد يفسد بسبب عائلته!!
***
سمعت ريما حديث والديها وكانت تريد ان تتأكد من الأمر فأخبرت وجدان، اتصلت بي وجدان لكي تتأكد من صحة اخبار ريما لم أعرف حينها كيف أخبرها بالأمر، أعتقدت وجدان بأني قد افسد امر زواجي من اخيها لذلك وبختني قائلة: خفتي يوصل الخبر لأمل وتخرب عليك؟ اثاريك تخططين على اخوي من وراي وانا الي توقعتك في حالك وماتهمك هالاشياء؟! طلعتي مصلحجية ومنافقة؟
حاولتُ ان ان اوضح لها الامر ولكنها لم تستمع لي وأغلقت المكالمة فوراً !***
(سرد للأحداث كسابق الاحداث الغير مسرودة من قبل البطلة)
ذهبت وجدان لتخبر عائلتها عندما كانوا متجمعين في غرفة المعيشة، دخلت عليهم وهي غاضبة كثيراً وتقول: تخطبون من وراي لمياء ولاتعلموني؟ انتم ماتعرفون حقيقة ذا البنت لو تعرفونها ما خطبتوها!!!
انصدمت العائلة من حديثها وبالاخص ياسر! طلب منها والدها ان تتحدث بهدوء فأخبرتهم قائلة: لمياء تخطط على ياسر من قبل وانتم ماعلمتوني اكيد عشان هي طلبت منكم هالشيء لانها تدري اني بكشف الاعيبها ولاتبي يوصل الموضوع لأمل!!!!
وقفت والدتها وصرخت قائلة: بنت انتبهي لكلامك انا الي طلبت منها هالشيء!
وجدان: ليششش
بغضب: لأنكم ماتخبون شيء عن بنات خالاتكم وعماتكم بتفضحونا وبتقوم الدنيا وتقعد
وجدان: ليش تخبي علي
ياسر: قالت لك امي انها اجبرتها
وجدان: وانت من متى تحب لمياء
ياسر بغضب: ما احبها
سكت قليلاً ثم تابع قائلاً: قلت بتزوج وامي اختارتها وحبينا يتم الموضوع بسكات!
وجدان: متى الكلا ذا
صرخ الاب قائلاً: تبينا نشاورك ياطويلة العمر؟ على غرفتك يلا
وجدان: ماراح اسمحلك تتزوج صديقتي ولا راح اسمحلها تتزوجك سامع!
الاب: ايوا اقلبوها مسلسل خليجي
ياسر: وجدان ترا الموضوع مب مستاهل!أخبرتها والدتها ان تتبعها لغرفتها وأخبرت ابنتها كل شيء، شعرت وجدان حينها بالخجل من نفسها و بأنها تصرفت بتسرع.
ذهبت لغرفتها و أخذت تبكي فهي تهورت بالكلام كثيراً وقد تتسبب بمشاكل لرفيقتها، كانت تعتقد بأنها خلطت حادثة المزرعة بزواج ياسر من لمياء، وان ياسر سيفهم ذلك خطاء، اتى ياسر لغرفة وجدان، أعتذرت وجدان من اخيها ولكنهُ قال بأنهُ لن يقبل اعتذارها الا عندما تخبرهُ بما كانت تقصد، أخبرت وجدان اخيها بانها كانت مخطئة وبسبب غضبها توقعت امور لا جدوى لها، ياسر لم يصدق اخته على الرغم من انها كانت تقول الحقيقة!
***
بكيتُ كثيراً، تلك اللحظة كنت اخشى خسارة وجدان ولستُ اخشى خسارة ياسر، اتصل بي ياسر حينها وكانت لهجته غاضبة طوال المكالمة..
ياسر: وجدان اعرفت السالفة وندمانة مرة، مع الايام بترجعون لبعض
أخبرتهُ بحرقة: انا جد ماكنت ابي اخبي عليها ولا عمري خبيت عليها شيء، بس كنت مجبورة
ياسر: ايوااا يعني وجدان تعرف كل شيء
انا: ايشش
ياسر: سالفة المزرعة
انا: وش دخلها الحين
ياسر: لها دخل
انا: انا قلت بقولك بالوقت المناسب
ياسر: الوقت المناسب الي هو يوم تتزوجيني ويطيح الفأس برأس!
انا: وش قصدك
ياسر: كنت اعتقد يومها ان امل مسمعتك كلام شين عشانك شفتينا بس طلعتي زعلانة من وقفتي معاهاأصابني الذهول تمنيتُ حينها بأنني لم ابكي لم اطلب الذهاب لم اشكو لأحد ولم اخبي عليه و اسوف الامر!
انا: انت من وين جبت هالكلام؟
ياسر: من وجدان
انا: هي ماتعرف السبب اصلاً
ياسر: قالت قبل لاتعرف السالفة انك تعتقدين ان امل ممكن تخرب الزواج الي تخططين له! وش جاب امل بسالفة!
كنت على وشك ان انهار عندما قلتُ له: وبعد ما عرفت وش قالت؟
ياسر: تقول انها فسرت الامور غلط، الموضوع الحين على اي اساس تفسر؟
تماسكتُ اعصابي وقلت له: لأني كنت مستغربة من جلسة امل لحالها وكنت الاحظ تصرفاتها غريبة
ياسر: لاقيتني؟
حاولت ان احافظ على كبريائي وقلت: وين الثقة الي تتفلسف عنها؟
ياسر: ابي اعرف السبب الحقيقي
انا: ووش بيفيدك فيه
ياسر: اولاً لأني بتزوجك وابي اعرف الحقيقة اذا لها علاقة وثانياً انتي وعدتيتي
انا: لها علاقة؟ ما اتوقع انك غبي لدرجة اني اتغيفلك؟ وبعدين كيف تخطط وماتخطط ولها علاقة وانت من نفسك موافق علي؟ جيتك قلت لك تزوجني؟
ياسر: تحطين نفسك بطريقي
صرختُ في وجهه وقُلت: وياليتني ما انحطيت بطريقك واغلقت الهاتف في وجهه، كانت هذه المرة الأولى التي اغلق فيها انا...
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!