درويشية منذ أن أحببته #Part 12

175 6 0
                                    

بعدك عذبني، مكالمتين منك أستطاعت ان تُرجعني لما مضى، لما تغلبته بعد جهداً طويل، أتصلت بوجدان وكأنني كنت أنتظر منها أن تدعوني لمنزلها قلت لها: ما ودك نجتمع او نطلع او اي شيء!
قالت لي: الا ودي، شرايك نتقابل بمطعم؟
انا بخيبة: ذابحنا الجوع نتقابل بمطعم؟
وجدان: هههههههههههههههههههههه طيب مول؟
انا: الدنيا ويكند والناس زحمة بالاسواق اكيد
وجدان: طيب اجيلك؟
انا باستغباء: جد ؟ مدري كني سمعت امي تقول عماني بيزورون ابوي !
وجدان: مافي الا انك تجيني
انا: خالتي منى فيه، مشتاقة لها؟ :/
لا اعلم لماذا خفت من مقابلتها و ادعيتُ بانني مشتاقة لها!!
قالت لي: لا معزومة
بحماس: اوكي العشاء انا عندك
وجدان: اوكي

****

جلسنا بغرفة المعيشة التي بالدور الثاني، كانت تجلس هناك قطة ياسر، أردت ان أعرف سبب تسميتها بمياس!
كانت وجدان: متحفظة قليلاً عندما أخبرتني قائلة: جدتي الله يرحمها سمتها مياس اختصار لأسمها ولأسم أخوي ياسر.
بفضول: يعني هالقطوة مو قطوة ياسر!
وجدان: كانت هدية ياسر لجدتي، جدتي كانت تربي حمام وبط ودجاج و ارانب، من يوم يومها تحب الحيوانات بس ماعندها قطاوة غير قطاوة الشارع الي يطبون لبيتها يدورون الأكل وكانت ماتقصر ابد حتى مع حيوانات الشارع، وياسر يحب القطاوة وطلب منها تربي قطوته وتهتم فيها، وقبل ماتموت رجعتها لياسر.
تأثرت كثيراً من كلام وجدان، دمعت عيناي قليلاً وقُلت: لطيف :(
وجدان: كيف
بارتباك: ولاشيء، الا وين البنات؟
وجدان: يلعبون بلياردو بقسم الرجال
بفضول: قسم الرجال؟!
وجدان: ايه يلعبون مع ياسر
بابتسامة شاحبة: اها

***

ياسر: بنات وين وجدان
ريما: اتوقع جايتها لمياء
ياسر: .....
رشا: بروح لهم طفشت من اللعب
ياسر: انا رايح لغرفتي
ريما: المرة الجاية بكسر راسك اكيد
رشا: استحي على وجهك كل مالعبنا اكيد اكيد والله ان ماعندك الا الهياط!
ياسر: هههههههههههههه متاملة للحين تفوز علي، تنرحم!
ريما: تشوفون الايام الجاية
رشا: يصير خير يا اخت مُسيلمة

***

اتوا رشا وريما لغرفة المعيشة، استغليت تلك الفرصة، وتعذرت بدورة المياة، كانت دورات المياة قريبة قليلاً من غرفته، كنت أغسل يدي ببطء و أدعوا في قلبي أن يأتي ولو بمحض الصدفة..

مشى نحوي بخطوات هادئة و أردف قائلاً: ولن التفاصيل تهمك مانسيتي عباتك!
بارتباك: مافهمت عليك
ياسر: أكلمك بعدين

كان يقصد بأنني خططت للقاؤه، ولان التفاصيل تهمني لم انسى عبائتي عند مقابلته، كان وقتها ينظر لعيناي مباشرةً وبطريقة قاسية.

" أحاول أخفي أحساسي ولكن بالعشق مفضوح، تشوف الفرحة في عيني و أحبك بالعقل والروح، أحبك حب ما اقدر أعاند فيه أحساسي ......"

كانت تلك الأغنية تتناسب مع حالتي المزاجية قبل أن يتصل بي..

ياسر: سلام
انا: وعليكم السلام
ياسر: كيفك
أصابني الملل من إخبارك بأنني بخير وانا لست بخير ولكن أعتدت على قولها حتى في احلك الظروف، لذا قلت: بخير
ياسر: اكيد
انا: اكيد ايش؟
ياسر: وجهك اصفر اليوم
انا بسخرية: في اقل من خمس دقائق انتبهت لصفار وجهي؟
ياسر: المهم انتبهي لنفسك الدراسة مو كل شيء!
وياليتك تعرف انك سبب تعبي و ارهاقي..
انا: ان شاء الله
ياسر: مافي تفاصيل اليوم
انا: مالي خلق ادخل بالتفاصيل
ياسر: يعني ماراح تقولين لي شيء؟!
بتشتت: على بالي تقصد تفاصيل عشان تعارفنا، تابعت بحزن: قلت لك راح اقولك بالوقت المناسب
كنت اخشى ان يغلق المكالمة كأخر مرة، لم أستطع تقبل ذلك فقلت: خلينا نتكلم بشيء ثاني
ياسر: مثل ايش
انا: مادري
ياسر: ماعندي شيء، باين انك تعبانة ومو بمزاج تسولفين، اخليك تريحين، تصبحين على خير..

لم اكن احتاج لنوم لكي ارتاح، صوتك هو مصدر راحتي، ارجوك اغدق على مسمعي كلمات تخرج من ثغرك لتطربه وتريح اعصابي، كانت حاجتي لك تزداد بعد كل مكالمة..

"أشياء في صدري كثير، اشياء واتعبني الألم.. يطول هالعمر القصير الي بداياته ندم"

كانت ابيات ياسر التويجري هنا تمثل قصتي معك، كم كنت مثيرة للسخرية، ضحكتُ كثيراً عندما تذكرت انكم تحملان نفس الاسم، هو يوجع قلبي بكلماته وانت توجع قلبي بالامبالاتك وتصرفاتك الطائشة

***

حنيني إليك .. يقتلني
وكرامتي .. تمنعني
وكل شيء يحول بيني وبينك !

دوريشية انا منذ أن أحببته، أخبرني يوماً بأنهُ لايتقبل قراءة الأدب العربي ولايعلم مالسبب، أخبرتهُ حينها بأنني جويدية الهواء ودرويشية القلب، تعجبَ كثيراً من كلامي عندما قال: ليش فاروق بهواك و محمود بقلبك؟!
انا بخجل: لو تقرأ ادب كان فهمتني على طول
ياسر: ولا عندي نية
اردت ان اغيضه عندما قلت: من اول مكالمة وانا اجمع نقاط التشابه
ياسر: بتعرفين بيوم انها ماتفيد
بدفاع: بس تسليني
ياسر باستياء: على هواك

كنت محقاً عندما قلتُ لي بأنها لن تفيدني، كانت تثيرني لفترة فقط وبعدها بدأت انفرٌ منها ..

علاقة مهمشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن