خيبات متتالية #Part29

226 11 6
                                    

اتى في اليوم التالي محملاً بالاحزان، اخبرتني والدته بأنه يستقبل التعازي بجانب والده، ارتحت كثيراً لانه لم يصاب بمكروه، لم اعرف كيف اواجهه امام عائلته لن يشفق علي هذه المرة فقررت ان انتظره بمنزلنا!

***

خالة منى وهي تحتضن ابنها بقوة: لمياء من امس عندنا، اتوقع انها فوق
عمي: روح طمن زوجتك عليك اكيد المسكينة شايلة همك

ابتسم ياسر بسخرية واتجه نحو السلالم وكانه يريد ان يبطيء وقت اللقاء بها، تركته لمياء لمدة اربعة ايام ومع انها فترة قصيرة الا انها تبدة اربع اشهر بالنسبة لياسر، بدا عليه الغضب منها، كانت لمياء تنتظر قدومه بفارغ الصبر، فتح الباب بقوة، نظر نحوها ببرود ومشى نحو الدولاب، قالت له لمياء: عظم الله اجرك
ظل صامتاً لعدة لحظات ثم قال: جزاك الله خير، اخذ ملابسه واتجه نحو الحمام، عانقته لمياء من الخلف بقوة وهي على وشك البكاء، اراد ياسر ذلك الحضن بشدة ولكنه اصبح قاسياً قبل ان يتوفى جده وزادت شدة قسوته بعد ان فقده، شعر بأن لمياء تشعر بالشفقة عليه فنزع يديها عن صدره ومشى، شعرت لمياء بانه لا يريدها ولكنها لم تابه لذلك انتظرته ليخرج ولكنه استغرق وقتاً طويلاً بالداخل، خرج في وقتٍ متاخر واتجه نحو السرير، قالت له لمياء: تبي تأكل شيء؟ ، تجاهلها ياسر واغلق النور

***

يحق له ان يعاملني بتلك الطريقة، ربما خذلته حقاً، كم اشعر بالندم لتركه خلفي دون اكتراث لما يمر به! كيف كان سيعاملني اذ لم اتركه؟ اردت ان اخبره بأني نادمة على فعلتي وانني لم اعي ما فعلت ولا اعني تركه وهو بامس الحاجة لي لكني فقدت الاستطاعة على الكلام امامه وهو بتلك الحالة..

***

استيقظ في آخر يوم من العزاء قبل الجميع، ذهب يكمل نومه في غرفة جده، تابع بقية يومه في مجلس الرجال بذهن شارد، كان يبدو عليه الضياع بعد ان فقد اهم شخص بحياته، الجميع توقع انه سينهار من بعده، ولكنه بدا اقوى من ماحدث بسابق عندما فقد جدته، ربما ياسر تعود على الفقد او ربما اصبح ناضج امام فكرة ان الجميع فاني ولن يبقى سوى من استطاع خلق هذا الوجود ومن بوسعه ان يفنيه في ثانية .

***
عاد في الثانية صباحاً لم يكترث لي، رمى بجسده على السرير واخذ ينظر نحو السقف ، اخبرته محاولةً كسر الصمت : كيفك؟
ياسر: وش شايفة
انا: بتنام؟
ياسر: مو في مزاج ارد على اسئلتك
انا: مجرد سؤال؟
ياسر: مابي اتجادل معك بس بقولك اذا تبين ترجعين بيتك الي هو بيت اهلك بكيفك
انا: هذا بيتي بعد
ياسر: ....
اقتربت منه وقلت: انا فعلاً غلطت وانا بجد اسفة ماكنت اقصد اترك بهالظروف
ياسر: تتركيني؟ ما احتجت وجودك معي اصلاً !!
ابتعلت قهري من كلامه القاسي وقلت: انا مافكرت الا بنفسي يوم رجعت لاهلي، بجد اسفة ..
ياسر: لمياء قلت لك مالي خلق اتجادل معك
انا: ماراح اروح مكان ولاتفكر تجحدني اذا انا سيئة وجحدتك لاتصير اسوء مني

علاقة مهمشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن