دخلنا المزرعة وبدانا نحضر حاجياتنا، لم يحضر سواء نحن واعمامهم الثلاثة وزوجاتهم وابناؤهم وعمتهم وابنتها يارا.
في ذلك المساء لأحظت وجود أمل أبنة عم ياسر بجوار حوض السباحة كانت تبعد عنا حوالي ثلاثين خطوة، لاحظتُ انها تنتظر احداً ما كان حوض السباحة قريب من جلسة الشباب، كان الشباب منشغلين بلعب الكورة لذلك خرجتُ انا ووجدان واخواتها وقريباتها وايضاً صديقات قريباتها كانوا مدعويين للحضور، كنا نتمشى قليلاً قبل تناول العشاء، لم تنتبه لاصواتنا كانت شاردة بذهنها مما اصابني بالفضول أكثر، هتفت لنا إحدى الفتيات الصغار حتى نتناؤل العشاء و قرروا الفتيات ان لايأكلوا مع بقية النساء والاطفال لذا نقلنا الاكل لجهة منعزلة عن الشباب وبعيدة عن انظارهم، أخبرتُ وجدان ان تنادي أمل ولكنها قالت بغموض: خليها ذي عشاها غير عنا!!
قلت بأستغراب: كيف يعني؟
وجدان بتردد: سالفة بايخة ماتهمكقلقتُ كثيراً لا أعلم حينها ما سبب قلقلي، شعرتُ بالشبع سريعاً وقررت ان أذهب لكي أرى نوع عشاها :( كنتُ اظن انها تتبع حمية او تواعد احد لاتأكل معه لا أعلم ولكني تطفلتُ كثيراً ذلك المساء، ذهبتُ لاجد سبب قلقلي أمام عيني، كان ياسر واقفاً امامها مباشرةً ويتحدث لها ببرود، كان يبدو عليها الحزن، يبدو وكانهُ خذلها، سمعت صوت شباب قادمين فتخبئت خلف النخل، سمعت صوت اثنان يتحدثان بهدوء، الاول: مسكينة أمل راحت حياتها كلها وراء ياسر وياسر ماجاب خبرها.
شعرتُ بالفرح كثيراً هذا يعني انهُ لا يحبها ولكن سرعان ماعاد حزني وخذلاني عندما سمعت الاخر يقول: كيف ماجاب خبرها؟ ليش يعلقها دامها مو عاجبته؟
الاول: يارجال البنت ذي جرئية يحق له يسحب عليها وبعدين بيني وبينك ياسر ما وعدها بشيء بس هي فهمته غلط
الاخر: اي غلط وهو كان يكلمها؟
الاول: متربي معاها بس كان يحاول يغير نظرته لها عشان جدتي منيرة تبيهم لبعض بس يوم مرضت قالت اذا تبيها هي لك واذا ماتبيها لا تضغط على نفسك عشاني اقول امش امش لايشوفنا ونتفشل..لا أعرف ماذا اقول وماذا افعل، هل هذه كل الحكاية ام انها تفتقد للكثير من الاحداث والتفاصيل، ما هي المشاعر التي يحملها قلبه لأمل وماهي نوع علاقتهم قبل ضغط جدته وبعده، أردت ان اعرف تفاصيل علاقتهم ولكني لم أستطع ان اسأل وجدان ولو سؤال واحد !!
لم أكن على طبيعتي ذلك المساء، أردتُ ان أعود للمنزل، شعرتُ بأنني في مكان موحش، شعرتُ بالوحدة والغربة كثيراً أردت ان أبكي، إلى اين وصلت؟ تعبت مني كثيراً جلستُ أبكي و أبكي اتت لي وجدان مسكتني بقوة وقالت: لمياء وش فيك بسم الله عليك؟
قلتُ لها و انا أبكي بقوة: ابي أرجع بيتنا
وجدان: هاه وش فيك بسم الله احد قايلك شيء!
انا: لا بس مخنوقة مرة
وجدان: طيب بكرا نرجع ان شاء الله
انا بحزم: برجع الحين مالي شغل
وجدان: مين بيودينا
انا بغبطة: مادري
وجدان: والله اهلي بياخذون فكرة مو كويسة وبيشكون فيك !
انا بعصبية: ليه لسى الساعة عشر والمزرعة ماتبعد عن الرياض الا كم كيلو
وجدان: ياسر بيرفض
انا بنبرة مخنوقة: مافي غيره؟
وجدان: ترا ما امون علي عيال عمي وأخوي مابيرضى نروح معهم ! تكفين تحملي عشاني :(
انا: مقدر تكفين بختنق هنا
وجدان: ليش بس فضفضي
انا: مافي سبب محددكنتُ أود العودة على الرغم بأني سأعود معك، أردت أن أرى إذا كنتُ تهتم لإمري ام لا أردت ان أهرب منك ومعك، أردت أن أعود فقط..
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!