أحببت والدة وجدان كثيراً ولكني لم أحبذ فكرة الحضور لحفل تخرج ريما، أخبرتني وجدان أن أختها تخرجت من المرحلة الثانوية وأنهم سيحتفلون بها قبل أن يذهبوا لتقضية الصيفية باليونان، قالت لي حينها: أمي عازمتك وانتي من ال vip ترا مو حي الله ;)
ترددت كثيراً ولكن لم يكن بوسعي الرفض، على الأغلب لن أراه في وسط ضوضاء النساء! أرتديتُ فستان اشتريتهُ خصيصاً لتلك المناسبة وضعت بعض المساحيق وصففت شعري بطريقتي المعتادة، ذهبت باكراً حاملةً هديتي، لان وجدان تريدني أن أكون أثناء التجهيز معهم باعتباري من الفئة المقربة. كانت حديقة المنزل مرتبة بشكل لافت للغاية، أخبرتني الخادمة أن اذهب مباشرةً لغرفة وجدان لان الدور الاول سيقام به الحفل، استغربت كثيراً ما سبب تزيين الحديقة؟ وكنت أحتفظ بهذا السؤال في عقلي لكي اسأل وجدان عندما اراها ولكني انشغلت بالحديث مع والدتها ورشا! بدا الحضور يكتظ عند الثامنة مساءً واخذَ الحفل يكتظ أكثر فاكثر كنت أعرف صديقاتي وزميلات الجامعة فقط اما البقية كانوا صديقات ريما ورشا والست الوالدة واقاربهم.في الحقيقة أنا لا أشعر بالحميمية سريعاً وكيف بمجتمع يختلف كلياً عن مجتمعي، لطالما تفهمت ان الامر ليس راجع لطبقات والمستويات بل للمزاج ونوع العلاقات هي التي تحدد اجتماعيتك متى تكون ومتى لاتكون! أخنقني صخب المكان المكتظ بالناس، قررت أن أخرج للحديقة لانها تبدو جذابة اكثر وزينتها ملفته على الرغم من بساطتها، ذوق من زينها مألوف للغاية وهذا مادفعني للخارج دون التفكير إخبار وجدان..
اخذتُ أتمايل والعب بخصلات شعري محاولةً اخفاء توتري، كنت اعتقد انه لايوجد رجال في المنزل لذا سأخُذ راحتي كما يحلو لي. أتى صوت هاديء من خلفي: شكلي بتصدق عليك بعباية كل ماجيتينا! تربصت بمكاني، تمنيت لو يتوقف قلبي واموت تلك اللحظة، لم أستطع الحركة تمنيت أن اقتلهُ وأخفي أثره حتى لا يتسبب بإحراجي مرةً اخرى، يبدو انهُ تفهم انَ باب المنزل خلفهُ مباشرةً فقرر ان يتحرك ليحررني من تلك المعضلة، قال وهو يمشي امامي دون ان يلتفت: لاتنسين عبايتك ثاني مرة.كم ركضت حتى اصل للباب، حمداً لله لم اقع وحمداً لله انه تفهم موقفي ولم يلتفت نحوي! اصبت بكمية إحراج وإحباط لم أصِب به من قبل، غادرتُ مبكراً وحرمت أن تقع قدمي عتبة منزله مجدداً..
لكنني لا أستطيع ان اخفي انه كانَ مختلف كما اخبرتني وجدان مختلف جدا،ً تمنيت لو أستطعت رؤية ملامحه وهو يسخرُ مني.
****
أتصلت وجدان لتخبرني بأنها لم تستطع الذهاب لليونان برفقة عائلتها وظلت بجوار أخيها لظرفٍ ما، اقنعتني كثيراً أن أتي واخيراً تمكنت مني، لم أكن اريدُ مقابلته أردت فقط ان أطمئن على وجدان واسليها في وحدتها وأعود من حيث اتيت لكن الامر لم يسر كما اردت.
ذهبت لها عصراً وجلست تخبرني بأمر جدها المريض وعن اخيها المتعلق جداً به الذي لا يريد السفر معهم من أجله، وانها لا تستطيع السفر وتركه وحيداً هكذا، ياه يا ياسر كم حنيتك تلك اسرت قلبي وأجتذبتني نحوك اكثر.
جلست تسألني لما انقطعت عنها فأخبرتها بأنني أنشغلت مع عائلتي ولم اتطرق لكل تفاصيل غيابي لانها كانت مجرد كذبة!
قالت لي بمرح: فاتك يا لمووش حفل ريما تالي الليل ليتك ما استعجلتي !
سالتها بفضول حاد: وششش وششش الحديقة ذي مشغلتني من ذاك اليوم؟
وجدان بحماس: هذي الحديقة مزينها ياسر ومسوي مفاجأة لريما وقعدوا البنات للفجر وكلهم ماودهم يروحون خاقين مع ياسر هههههههههههههههههههههه
انا بتكبر: وش سوا لها عاد؟
وجدان: اصبري اوريك الصور اما الفيديوز عند ريما بقولها ترسلها لك
كنت أعلم يا ياسر ان تلك الاشياء الافتة ليست ببعيدة عنك اخذتُ أحدق بصوره بحماس وبتمعن شديد، سحرني جماله ولطافته مع اخواتِه كثيراً، كانَ اخاً مثالي مختلف كلياً عن إخوتي كان يظهر حبه وعطفه لهم على عكس إخوتي الذين يخفونه كبرياءً أو بسبب خشونة البيئة التي نشأنا بها، وكم طال أنتظاري لتلك المقاطع التي ارسلتها ريما اثناء سفري لمكة، ارسلتها لي بعد صلاة التراويح.. نعم ريما أستغرقت وقتاً طويل على ما ارسلتها لي بزعم انها مشغولة وانا لم اكن أريد ان أبين اهتمامي بتلك المقاطع فتصنعت اللامبالاة، كنتُ أحدق بالمارة عندما سمعت صوتٌ ينبعث من هاتفي اخرجته بفضول، أوصلت السماعات بحماس، كان يتحدث بلطافة من شدتها أعتقدت بانها مبالغةً منه ليحاول لفت انتباه رفيقات أخواته الاتي ينظرن اليه من بعيده ويهتفن ويتمايعن بطريقة مقززة، كان يبارك لاخته ويخبرها بأنهُ سيكون دائماً خلفها لكي يدعمها، أحتضن اخته وقدم لها هدية مغلفة بطريقة غريبة وكأنه يخفي داخلها كنز ما !!
كنت أحتاج مكة لكي أعود لرشدي الذي فقدته بسبباً اجهله، كنت واثقة بأنهُ أعجاباً لا اكثر حدث في ظُروفٍ تُساعد على تطورهِ حتى يختلط الامر من أعجاب لحب، تضرعت لربي أن يصرفك عني، استمديت القوة من تلك البقاع وعدتُ لمدينتك الفاتنة بك لكي اخضع للقدر مرةً اخرى..
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!