وصلنا إلى مطار ماركو بولو بعد رحلة شاقة استغرقت اكثر من عشرين ساعة، كان ياسر هادئ جداً طوال الوقت ولم يتحدث معي الا قليلاً لا اعلم ماسبب تأخيره وماسبب صمته، لم يكن منزعج ولكن شارداً بذهنه يفكر بشيءً ما اجهله، ذهبنا الى الفندق الذي حجزنا به عن طريق الانترنت، كنتُ انا من اختار وجهتنا والفندق ايضاً بعد البحث الطويل حول فينسيا "البندقية"
ياه يامعشوقة السياح، جمال طقسها ضجة المارة حول القوارب ومحلات الخضار المصطفة بشكل فوضوي وبيوتها الصغيرة والمزينة ببساطتها لكنها فاتنة وملفتة للانظار، احببتها قبل ان تطئها قدمي ولكن الان عشقتها بعد ان تجرعت هواها برفقته، لم نبرح الفندق ابداً كنا مرهقين للغاية، ظل صامتاً ايضاً اخبرتهُ محاولةً معرفة السبب: وش فيك من جيت من بيتكم وانت ساكت؟
ياسر: ولا شيء، فتح هاتفه واخذ يقرا بحماس ، ظل ماسكاً هاتفه لنصف ساعة دون ان يتحرك !!
علمت بأن هناك امر ما يخص امل، غضبت كثيراً وخلدت لنوم ..
***
انتهى ياسر من قراءة رسائل امل التي كانت ترسلها له اثناء ساعات رحلته، التفت ليرى لمياء نائمة، شعر بالاسف نحوها فهو لم يشعرها بانهم في شهر عسل منذ ان وصلوا، اضطجع بجانبها واخذ يتأمل ملامحها الحزينة، كانت لمياء مرهقة وقلقة بشأن علاقتها بياسر خشت ان اسفه نحو امل وشفقته عليها تجعله يهمشها ، كان الحزن والتعب واضحاً للغاية على ملامحها ..
استيقظت لمياء في وقت متأخر، وجدت ياسر نائماً بالقرب منها، اقتربت اكثر منه واخذت تلعب بذقنه قليلاً، فتح ياسر عيناه، نظر لها بعمق ثم قال: شبعتي نوم؟
اخبرتهُ بخجل: ايه
ياسر: تبينا نطلع
لمياء: نام الحين لاحقين على الطلعة
ياسر: انا بنام لي شوي بس جهزي نفسك على ما اصحى
لمياء: لاوين!!!
ياسر: جهزي نفسك بالاول***
(من هنا براعم الحب تبدا بالنمو)
ايقظتُ ياسر بعد ان اخبرني باننا سنخرج معاً، ربما سنتجول في الارصفة القريبة من الفندق اوربما سنتناول وجبة خفيفة بالقرب من البحر او ربما سنحتسي القهوة ونحنُ ننتظر مشهد شروق الشمس، فكرتُ بما فعلتهُ معه كم انا محرجةً للغاية كيف سأخرج معه الان!!
ياسر: جهزتي
انا: ايه
ياسر: طيب بغير ونطلعنهض ياسر من السرير ليجهز نفسه وخرجنا بعد نصف ساعة، سألتهُ ونحن على وشك الخروج من الفندق: وين رايحين؟
ياسر: انتي وين تبين
انا: ما اعرف بضبطذهبنا لتنزه امام القوارب والمتاجر المفتوحة، كنت متخوفة بعض الشيء هدوء المدينة مخيف ويسكنها اناس من كافة الاعراق ولكن ياسر لم يأبه ابداً، ظللنا نتنزه حتى اشرقت الشمس لم يتحدث لي ابداً ولكنهُ كان ممسكً بيدي طوال الوقت شعرتُ بالسعادة قليلاً ،انها المرة الاولى التي يمسك بها يدي، دائماً المرة الاولى مختلفة ومشوقة، ذهبنا للافطار وتناول القهوة، لم يعجبني صمته شعرتُ بالغضب والملل لم اعر جمال الطقس اهتمامي ولم اشعر بالسعادة ابدا،ً لطالما ربطت سعادتي به!
أنت تقرأ
علاقة مهمشة
Romanceعلاقة معقدة جداً كرحلة مجهولة في طريق لا يعرف له وجهة محددة, فتاة تتصادف برجل يحمل مواصفات الرجل الذي تحلم به ولكنه يختلف تماماً عنها, تتعرقل بدهاليزه لتغوص في أعماق تفاصيله وتكتشف حينها بأنها واقعة بغرام رجل غير متهئي للوقوع بالحب!